قالت صحيفة "العرب" الصادرة في لندن نقلا عن مصادر وصفتها ب"المطلعة" ولم تكشف هويتها، إن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من الانخراط العملياتي المصري في حرب تحالف "عاصفة الحزم" الذي تقوده السعودية في اليمن. وأضافت الصحيفة "حال تحديد موعد نهائي بالتدخل بريا، سيكون للقوات العسكرية المصرية دور أساسي في المرحلة المقبلة، مع إسناد وغطاء جوي من باقي دول التحالف". وكانت مصر قد أرسلت حتى الآن لمضيق باب المندب 6 سفن حربية، وعليها قوات خاصة من المجموعة 999 المسؤولة عن مكافحة الإرهاب في الخارج، وحوالي ألف عنصر من جنود الصاعقة البحرية. وكشفت مصادر صحيفة "العرب" أن "مصر لديها سيطرة كافية على بعض مداخل ومخارج البحر الأحمر، من ناحية طريق المرور نحو قناة السويس وخليج العقبة". وأضافت المصادر أن "القيادة المصرية ملتزمة بالدفاع عن دول الخليج، إذا اضطرت إلى ذلك، والدور الرئيسي للقوات المصرية خلال الأيام الماضية، كان هدفه المحوري تأمين الممرات الأمنية الهامة". وأشارت الصحيفة إلى أنه مع أن القاهرة لم تكن راغبة في التدخل المباشر في اليمن وتفضل الحلول السياسية، لكن التطورات المتسارعة فرضت عليها تبني المشاركة العسكرية الفاعلة إلى جانب السعودية. وفي السياق ذاته، أكد مصدر حكومي مصري، ل"العربي الجديد"، أن "مصر تؤيد المشروع الخليجي المعروض أمام مجلس الأمن" مشيراً إلى أن "القيادة العسكرية المصرية على تواصل مع القيادة السعودية لعملية "عاصفة الحزم" والتي يمثّل مصر فيها عدد من الضباط أركان الحرب". وعن مدى اقتراب سيناريو التدخل البري في اليمن، أوضح المصدر أن "مصر تؤيد أي موقف دولي أو إقليمي يحقن الدماء ويغني القوات المتحالفة عن هذه الخطوة غير محددة الوقت حتى الآن"، مرجحاً أن "يؤدي جمود الموقف اليمني وعدم استجابة الأطراف المتصارعة لنداءات التفاوض، إضافة إلى جمود الموقف الدولي، إلى تدخل بري محدود خلال الأسبوع الحالي". ورداً على سؤال عن مدى قبول السعودية للرؤية المصرية التي تُلخّص في "التفاوض إلى جانب القوة"، أجاب المصدر: "الرياض لها رؤية مختلفة، يجب علينا احترامها انطلاقاً من وضع اهتماماتها الخاصة في الاعتبار، وهناك دول أخرى في الشرق الأوسط تشاركنا الرؤية التفاوضية". وعلى الرغم من ذلك، عاد المصدر للتأكيد أن "هذه الرؤية لا تتناقض مع مشاركة مصر في "عاصفة الحزم" ارتباطاً بوجود خطر استراتيجي حقيقي على قناة السويس، ووجود خطر يهدد دول الخليج العربي التي تلتزم مصر بحمايتها وفقاً لمعاهدات وتفاهمات سياسية راسخة"، على حد تعبيره. وتوقّع خبراء سياسيون وعسكريون أن يكون التدخل البري وشيكا وأن يكون الخطوة التالية ل”عاصفة الحزم” بعد مرور أكثر من أسبوعين على انطلاقها. وقالت الصحيفة "يرجّح ترقب التدخل البري بعض الشواهد إلى جانب الاتصالات الباكستانية السعودية، وهي تدريب على "إنزال" في بيئة جبلية خلال المناورات السعودية الباكستانية التي حملت مسمى “الصمصام” في نسخته الخامسة في ميدان "شمرخ" بمركز الملك سلمان للحرب الجبلية، شمال منطقة الباحة الجمعة الماضية". ونقل موقع "بازفيد" الإخباري الأميركي، الأربعاء، عن مسؤول عسكري مصري قوله إن "القرار قد اتخذ بالفعل"، موضحا أن "قوات برية ستدخل الحرب". وبحسب ما نقله الموقع فإن "توقيت مثل هذه الخطوة ما زال جاريا نقاشه"، لكن المصدر الذي تحدث للموقع الإخباري شرط عدم ذكر هويته إنه "قد يحدث خلال يومين أو ثلاثة أيام". بدوره، قال الخبير الاستراتيجي والعسكري اليمني العميد المتقاعد محسن خصروف إن التدخل العسكري وجدواه في اليمن محدودان وتبعاتهما سلبية. وأوضح خضروف أن البديل هو دعم المقاتلين اليمنيين الذين يناوئون الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح دعما لوجستيا كاملا ومتصلا. وقال إن هذا الأمر هو الذي "سيحدد مصير المعركة ويجبر الأطراف الأخرى على الجلوس على طاولة المفاوضات بعد إلحاق الهزيمة بالمشروع الحوثي الصالحي".