تعد جبهة القتال بين القبائل والحوثيين بمنطقة الجفينة 6 كم تقريباً جنوب غرب مأرب الخطر المحدق بمدينة مأرب، والذي لا يمكن تداركه، كونها الجبهة الأقرب الى مدينة مأرب من بين كل جبهات القتال بالمحافظة، امتداداً من جبهتي ماس وصرواح شمال وغرب وحتى جبهتي حريب وقانية الواقعتان جنوب محافظة مأرب . من خلال متابعة وقراءة الأحداث الدائرة بمحيط محافظة مأرب منذ مطلع ابريل الماضي استنتج " المشهد اليمني " أن الحوثيين لا يسعون الى السيطرة على كافة مناطق ومديريات مأرب كونهم يستحيلون تحقق ذلك، وإنما يسعون الى السيطرة على مدينة مأرب فقط ويبذلون قصارى جهودهم للوصول الى المدينة في أقرب وقت ممكن . بعد انكسار الحوثيين بجبهة صرواح بجبل مرثد الاستراتيجي الذي يطل على سوق صرواح وسيطرة القبائل عليه منتصف مايو المنصرم أعلنت القبائل سيطرتها الكاملة عليه، واعتبرت ذلك انتصاراً كبيراً لها، إلا أنها فوجئت بفتح الحوثيون جبهة جديدة من منطقة الجفينة جنوب غرب مأرب . ياتي هذا بعد ان استكمل الحوثيون كامل ترتيباتهم العسكرية لتدشين جبهة قتال من منطقة الجفينة، النقطة القرب الى مدينة مأرب من جبهتي صرواح وماس، حينها استغنى الحوثيون عن جبهة صرواح، وبهذا لم تجني القبائل أي نتائج عسكرية من سيطرتها على جبل مرثد على صعيد تأمين عاصمة المحافظة من التقدم الحوثي بعد فتح الحوثيون جبهة قتال من منطقة الجفينة . استغناء الحوثيون عن جبهات القتال بعدد من المناطق بعد فتحهم جبهة قتال بمنطقة أقرب الى مدينة مأرب يؤكد نيتهم على السيطرة على مدينة مارب فقط مركز المحافظة واستغنائهم عما سواها . منذ أكثر من أسبوعين والمواجهات لا تزال مستمرة بمنطقة الجفينة ولم تتمكن القبائل والقوات العسكرية المساندة لها حسم المعركة رغم الاسناد الجوي من مقاتلات التحالف، والذي تمكن من تدمير عدد من الحصون والمنازل التي يتمترس بها الحوثيون بمنطقتي الجفينة والمنين كما دمر عدد من الآليات العسكرية بما فيها دبابات وراجمات صواريخ . والسبب في عدم حسم المعركة يعود الى الجاهزية القتالية العالية للحوثيين والإعداد العسكري المحكم والذي استغرق سنوات من التنسيق والتدريب والتخزين بمنطقتي الجفينة والمنين غرب وجنوبمأرب بمساعدة موالين من المنطقة للحوثيين في ظل غباء أو تغابي السلطات الشرعية بمأرب لذلك النشاط الخطير، وهذا ساعد الحوثيون وأعوانهم في قطع شوط كبير في المجال العسكري بتلك المنطقة . يضاف الى ذلك تجاهل القبائل والسلطات الشرعية لعمليات الشق والردم الذي كانت تقوم به عناصر موالية للحوثيين لفتح طريق من منطقة الزور بصرواح الى الجفينة لاستقدام المعدات العسكرية، مما ساعد في إنجاح المهمة وقد كان المفترض أن تحكم السلطات الشرعية سيطرتها على المناطق الحساسة باستحداث مواقع وثكنات عسكرية بوقت مبكر . التأخر في عدم حسم جبهة الجفينة أثار استياء العديد من المقاتلين القبليين الذين أرجعوا السبب الى تجاهل القيادات العسكرية والسياسية والقبلية خطورة تلك الجبهة والتي من خلالها تمكن الحوثيون من قصف عدد من احياء مدينة مأرب بصواريخ الكاتيوشا، ما تسبب في سقوط عدد من القتلى في صفوف المدنيين بينهم نساء وأطفال . ونظراً لقرب جبهة الجفينة من مدينة مأرب فتعد السقوط الذي لا يمكن تداركه نظراً لقصر المسافة التي تختلف كثيراً عن المسافة بين مدينة مأرب وجبهتي القتال بصرواح وماس واللتين يبعدان عشرات الكيلو مترات عن المدينة . وتشهد جبهة الجفينة في هذه الأثناء قصف مدفعي متبادل بين الحوثيين وقوات صالح من جهة والقبائل والقوات العسكرية بالمنطقة الثالثة من جهة أخرى يأتي هذا بعد هجوم عنيف ومكثف للقبائل على مواقع ومنازل يتمركز بها الحوثيون بالجفينة انتهت بسيطرة القبائل على 3 منازل وسقوط 13 قتيل بصفوف الحوثيين و 6 من رجال القبائل .