كشف مصدر يمني أن أعدادا كبيرة من الأفراد المدربين على القتال والتابعين للقوات العسكرية الموالية للشرعية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي يتوقع دخولها في الحرب مباشرة خلال اليومين المقبلين، وستدير هذه القوة المواقع الحيوية التي تسيطر عليها المقاومة الشعبية في عدن وباقي المدن والقرى الجنوبية. وقال المصدر لصحيفة "الشرق الأوسط" إن هذه القوة تنسق في الوقت الراهن مع المقاومة الشعبية لمعرفة بعض الأمور الجارية حول المواجهات العسكرية، تمهيدا لقدومها بعد أن أخذت حصتها من التدريبي الميداني داخل اليمن وفي مواقع آمنة، مما سيسهل عليها إدارة المعارك في المرحلة المقبلة. ولم يفصح المصدر عن عدد هذه القوات التي ستشارك في مواجهة الحوثيين، إلا أنه أكد أن الأعداد تتجاوز المئات من الأفراد المدربين للمرحلة الحالية، وسيجري التنسيق ما بين الجهات كافة وهذه القوة المزمع وجودها في الأيام المقبلة من جهة، وقوات االتحالف من جهة أخرى، عبر غرفة عمليات موحدة وحديثة للتنسيق والإعداد في مواجهة الانقلابيين على الشرعية في اليمن. وأكد المصدر أن هذه القوة المدربة تأتي في وقت لتعزيز نجاح المقاومة الشعبية في التصدي لمحاولات الحوثيين للسيطرة على عدن، خاصة أن المقاومة الشعبية ينتسب إليها العديد من الشباب غير المؤهلين للدخول في المواجهات العسكرية، الأمر الذي ستعمل عليه القوة من خلال تدريب الشباب في المواجهات المقبلة. وعلى صعيد المواجهات العسكرية، رصدت المقاومة الشعبية تحركات عسكرية للحوثيين وحليفهم علي صالح في مواقع مختلفة في عدن، مع توافد أفراد للحوثيين من خارج عدن، ودخول بعض الآليات العسكرية والأسلحة لدعم الحوثيين في المواجهات المرتقبة مع دخول القوة العسكرية الموالية للشرعية. وقال عضو المقاومة الشعبية والمتحدث باسمها، أبو محمد العدني، إنه جرى ترصد حشد كبير من الآليات التابعة للحوثيين بجوار مصنع الطوب في بئر فيصل، مع توافد المشاة من أماكن مختلفة، فيما رصدت المقاومة انتشارا كبيرا للقناصة في بئر صالح، موضحا أن هذا الحشد الذي يتكون في بئر فيصل ينتظر الدعم من خارج المدنية الذي يتوقع أن يأتي بحرا. وأرجع العدني هذا التمركز للحشود والآليات التابعة للحوثيين في موقع واحد إلى عزم ميليشيات الحوثيين على تقسيم المناطق الآمنة التي تسيطر عليها المقاومة الشعبية في عدن إلى قسمين، بحيث يسهل من خلالها تمزيق المدينة وصعوبة توصيل الإمدادات للمقاومة في المناطق الآمنة، كما يسهل على الانقلابيين مهاجمة هذه المناطق بعد عزلها. وشدد العدني على أن هذه الخطط العسكرية لا يمكن تنفيذها من قبل ميليشيات الحوثيين وحتى حليفهم على صالح ما لم تكن هناك جهات ودول تساند هذا الفصيل، خاصة إيران المتهم الأول بدعم الحوثيين، موضحا أن الحوثيين تغيروا في المواجهات الأخيرة وبدا واضحا أن هناك تغيرا على أرض الواقع في المواجهات العسكرية، وهذا التغير رصد مع فشل المباحثات في جنيف. وأضاف المتحدث باسم المقاومة أن كثيرا من المواجهات خلال اليومين الماضيين بدا فيها أن الحوثيين يعتمدون على المواجهة ومن ثم الضرب العشوائي، وبعد ذلك يقومون بعمليات تراجع سريعة إلى مواقعهم، وهو ما لم يكن ضمن استراتيجيتهم في فترة سابقة، الأمر الذي يدفع المقاومة لتحصين مواقعها جراء هذه العمليات. وقال العدني إن هناك معارك شرسة في بئر أحمد، وتقوم المقاومة الشعبية بالتصدي ومواجهة الحوثيين هناك، إضافة إلى أن قوة من اللواء الأول الذي يتبع فضل حسن، وقوة من قبائل الصبيحي، تقدمتا معها باتجاه مفرق عمران، التي شهدت معارك شرسة نجحت المقاومة في التقدم فيها. وفي المنصورة، وتحديدا حي العيادات وحي خليفة، أكد العدني أن الحوثيين وحليفهم صالح قاموا بضرب عشوائي على هذه المواقع في محاولة لنشر الخوف والذعر بين المواطنين وسكان تلك الأحياء، ونتج عن القذف العشوائي إصابة العشرات وقتل عدد من المدنيين الذي يجري رصدهم. وبالعودة إلى حشد الحوثيين بجوار مصنع الطوب، فقد رصدت المخابرات العسكرية التابعة للمقاومة الشعبية، التي انطلقت مع أعمال المجلس للمقاومة، تسلل أعداد من خارج عدن والانضمام إلى الحوثيين من خلال أفراد وجهات تسهل دخولهم وتمويلهم للدخول إلى عدن، التي تعد أكثر المناطق الساخنة، إضافة إلى أن المخابرات رصدت تورط بعض الأفراد من داخل عدن في تقديم المساعدات العينية للحوثيين. من جهته، قال المتحدث باسم مجلس المقاومة في عدن علي الأحمدي، "إن هناك محاولات حثيثة من الحوثيين لاقتحام عدد من المديريات التي تمثل مواقع سيادية، وقوبلت هذه المحاولات بمقاومة بطولية ودعم من الجبهات الأخرى، لمنع زحف الحوثيين إلى داخل المديرية قادمين من مواقع مختلفة". وأشار الأحمدي إلى أن الضربات المتتالية نجحت خلال اليومين الماضين في ضرب راجمة صواريخ ومواقع عسكرية عدة يعتمد على الحوثيين في المواجهات العسكرية، موضحا أن المقاومة قامت باستهداف عربة كاتيوشا في مدينة الفيصل ودبابة في التواهي مع إصابة أعداد كبيرة في صفوف المشاة. وأضاف المتحدث باسم مجلس المقاومة أن هناك هدوءا نسبيا في بعض المواقع، فيما تكون أخرى مشتعلة. وفي هذا السياق تمكنت المقاومة من إعطاب 3 دبابات عسكرية تابعة للحوثيين، كما استهدفت المقاومة موقعا لتجمع الانقلابيين وحليفهم صالح في مزارع "بئر أحمد" والآخر في مدينة الفيصل, فيما تمكنت المقاومة من إفشال محاولة تسلل إلى أحد الأحياء التي تسيطر عليها المقاومة. وذكرت صحيف "الشرق الاوسط" أن الآلاف من شباب الحراك الجنوبي، أنهوا، مؤخرا، تدريبات عسكرية قاسية ومكثفة في إحدى الدول العربية استعدادا لنقلهم إلى عدن للدخول في المعركة العسكرية الفاصلة لتحريرها. وقال أمين سر المجلس الأعلى للحراك الجنوبي فؤاد راشد، إن قوام القوة التي ستدخل عدن هي 5000 آلاف مقاتل إلى جانب رفدها بمثلها من الداخل، وأن "كل المؤشرات تؤكد أن هذه القوة المدربة تدريبا عاليا بالإضافة إلى التحاق الآلاف من الشباب المتدربين في الداخل سيقودون عملية لن تطول تنتهي بتحرير عدن". وقال: "أنا متفائل جدا بأن الجنوبيين ولأول مرة بعد اجتياح بلدهم في 1994م سيؤدون صلاة عيد الفطر هذا العام ووطنهم خال من ميلشيات الحوثي وعلي عبد الله صالح". وأشار راشد إلى أن "التدريبات العسكرية للشباب المقاوم التي تلقوها في الخارج تمثلت في فنون قتال التمشيط والمباغتة والانقضاض على العدو في عمليات متراصة ومتداخلة كما ستكون هناك قيادة عسكرية عليا للمقاومة في عدن نقود العمليات ميدانيا إلى جانب وعود كبيرة من دول التحالف بتزويد هذه القوة المقاتلة الضاربة بسلاح ثقيل ومطور وفعال". وأشار القيادي الجنوبي إلى أن "الحراك الجنوبي وشباب الجنوب المقاوم هم على رأس المقاومة الجنوبية"، وقال: "ولا ننكر دور بقية مكونات المجتمع الجنوبي المنخرطين في المقاومة"، وإلى أن "المقاومة الجنوبية تحقق انتصارات عسكرية عظيمة في مناطق متعددة من لحج وتم تحرير عدد من مدنها كما تحافظ المقاومة على انتصارها بالضالع بعد طرد الغزاة منها وتقاوم يوميا عمليات التسلسل الحوثي صالح»، وذكر أن "المعارك الفاصلة ستكون في اليومين القادمين لتحرير العاصمة عدن وقاعدة العند إن شاء الله". وأكد راشد أن مدينة عدن "وضعها كارثي وتحريرها بأسرع ما يمكن هو لإنقاذ الناس الذين يقتلهم الحوثي وعلي صالح والأوبئة المنتشرة.. ستحتاج بعد تحرير عدن إلى حملة صحية واسعة تتطلب دورا عربيا ودوليا كبيرا، من حق شعب الجنوب أن يحتفظ بهذه المقاومة ويعززها تمهيدا لتشكيل جيش الجنوب الذي يعيد أمجاد الجيش العربي المنتمي للوطن لا للعائلة والفرد".