صادقت محكمة سعودية، أمس الثلاثاء، على حكم سابق لمواطن ابتز فتاة في مدينة الطائف بمنطقة مكة يعد أطول فترة سجن لمبتز في عموم المملكة. وأكد مصدر قضائي أن محكمة الاستئناف في مكةالمكرمة صادقت على حكم أصدرته المحكمة الجزائية بالطائف يقضي بجلد المواطن الشاب 150 جلدة وسجنه ست سنوات في قضية الابتزاز ليكون الحكم الأول من نوعه، حيث يعد أطول فترة سجن لمبتز في السعودية. وكانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد تلقت بلاغاً من الفتاة تستنجد فيه لتخليصها من شاب اختلى بها في سيارته الخاصة، ثم انتقل بها إلى شقة سكنية، وأقام معها علاقة غير شرعية ثم ضربها بعصا، فأحدث جروحاً عميقة في رأسها، واستولى على جوالها وصورها، وبعد مرور عام أخذ يهددها بصور كانت في هاتفها، وهددها بنشر صورها لدى أصدقائه، وعندما رفضت مطالبه أرسل الصور لخطيبها مما تسبب في حدوث خلاف بينها وبينه. ورتبت “الهيئة” كميناً للقبض على المتهم، ولكنه هرب من الموقع مما دفعهم للاتصال بوالده وإفهامه بقضية ابنه، والطلب منه إحضاره هو وجهاز الجوال الذي أخذه من الفتاة بالتهديد والقوة الجبرية، وبعد إحضار المدعى عليه اكتشفت “الهيئة” أن المتهم مسح البيانات من الجوال ونزع شريحته. ونقلت صحيفة محلية عن مصدر قضائي إن “المتهم ادعى بعد القبض عليه أن المدعية كانت تستغله، مما جعله يخطف جوالها، وأنكر أنه قام بضربها أو قص شعرها وتم توقيفه لحين انتهاء القضية”. وأضاف أن “ناظر القضية بعد ثبوت التهم، أصدر حكماً تعزيرياً بسجن المدعى عليه ست سنوات، وجلدة 150 جلدة”. وبات “ابتزاز الفتيات والنساء” ظاهرة تؤرق المجتمع السعودي؛ حيث تنشر الصحف المحلية بشكل شبه يومي هذه الوقائع التي تحدث في المملكة. وكانت هيئة الأمر بالمعروف، أو ما يعرف إعلامياً ب “الشرطة الدينية”، أنشأت أواخر العام 2013 وحدة خاصة بمكافحة جرائم “ابتزاز الفتيات”، ترتبط بشكل مباشر بمكتب رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ إثر ارتفاع عدد البلاغات والشكاوى حول هذه الجرائم بشكل ملفت للنظر. كما تقوم الصحف السعودية عادةً، بنشر رقم الهاتف الخاص بوحدة مكافحة الابتزاز، لتشجيع الفتيات والنساء على الاتصال في حال تعرضهن لابتزاز.
