كشفت تقارير اخبارية أن أعضاء بارزون في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده الرئيس السابق علي صالح، أكدوا أهمية التعاطي الإيجابي، مع المبادرة التي تقدمت بها الحكومة الشرعية في اليمن لإيجاد حل للأزمة اليمنية، على أساس البحث عن مخرج من الأزمة التي وضع الانقلابيون أنفسهم فيها، باجتياحهم العاصمة صنعاء ومعظم محافظات البلاد، والإفلات من شبح الهزيمة الكاملة الذي بات يطبق عليهم من كل الجهات، ما زالت شخصيات بارزة في جماعة الحوثي المتمردة ترفض التجاوب مع المبادرة، وتتمسك باستمرار عدوانها. وتتضمن مبادرة الحكومة الشرعية؛ هدنة إنسانية لمدة 15 يوما، وانسحاب التمرد من المدن، وإعادة الأسلحة المنهوبة، وإطلاق سراح جميع المعتقلين، وعدم إعاقة جهود الإغاثة، واحترام القانون الإنساني، وتطبيق القرار الأممي 2216، وبدء الحوار وفق مرجعيات الحوار الوطني. وقالت صحيفة "الوطن" السعودية نقلا عن مصدر وصفته "القريب" من مفاوضات مسقط بين المبعوث الدولي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وجماعة الحوثي ووفد الرئيس السابق علي صالح، إن "شخصيات قيادية داخل حزب صالح باتت تتحدث جهرا عن التجاوب الإيجابي مع المبادرة، بل ومع كل المبادرات السابقة، مؤكدة عدم قدرة طرفي التمرد على مواجهة الآلة العسكرية الضخمة التي يملكها التحالف العربي". وأشار المصدر إلى أن جماعة الحوثي ما زالت تتمسك بعنادها وتعنتها، موضحا أن ذلك يعود لعدم امتلاكها أي رؤية سياسية، من واقع ضعف خبرتها، ولامبالاتها بالوضع المتردي الذي وصلت إليه الأوضاع في اليمن. من جانبه، أكد وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء، محمد العامري، وجود خلافات حادة بين الحوثيين وقيادات حزب المؤتمر الشعبي العام، مشيرا إلى أن هذه الخلافات ظهرت في شكل علني خلال اليومين الماضيين في العاصمة العمانية مسقط. وقال "جماعة صالح تبحث عن أي حل أو مخرج من هذه الحرب، فيما لا زالت جماعة الحوثي مترددة"، مشيرا إلى أن "المؤتمر يشهد انشقاقات كبيرة، وكثير من قياداته التاريخية البارزة استقلت مركب الشرعية ووقفت إلى جانب وطنها، وهناك تغييرات واسعة كان من المفترض أن تعلن خلال الفترة السابقة، لكن المشكلة تكمن في الشق القانوني، لاستحالة عقد اجتماع للجنة الحزب الدائمة، التي يتم من خلالها تغيير القيادات، وهناك ترتيبات تحاول القيادة الجديدة بقيادة أحمد بن دغر اتخاذها، على أساس أن التيار الذي يقوده يضم غالبية كوادر الحزب وكفاءاته". وأضاف "كما أن هناك صعوبات عملية في التواصل مع الكوادر الشابة في الداخل اليمني، بسبب ظروف الحرب، ووضع المتمردين الحوثيين لهواتف هؤلاء تحت الرقابة".