قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش " ان المبادرات المتواصلة التي تتبناها الإمارات قيادة وشعبا تجاه الأشقاء في اليمن تجسد إيمانها التام بأن الوقوف إلى جانب اليمن ليس خياراً بل هو ضرورة لا غنى عنها وهو الأمر الذي يعد من ركائز السياسة الخارجية الإماراتية ". أكد قرقاش في كلمته اليوم الأحد في الجلسة الافتتاحية للدورة ال144 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري برئاسة الإمارات ، ضرورة العمل المتواصل والجاد الذي يحقق ويصون وحدة تراب اليمن واستقلاله السياسي. وطالب المتمردين الحوثيين بالانصياع للقرارات الدولية وخاصة قرار مجلس الأمن 2216، وقرارات جامعة الدول العربية الصادرة عن اجتماع القمة العربية الاخير في شرم الشيخ، والتي طالبت جميعها بضرورة انسحاب قوات وميليشيات المتمردين من كافة المدن اليمنية، وتسليم الأسلحة الثقيلة إلى السلطة الشرعية، وعدم إعاقة عمليات الإغاثة الإنسانية والإبقاء على القنوات الرئيسية عبر الموانئ والمطارات لدعم الجهود الإنسانية لمواجهة الظروف المقلقة هناك، والقبول بالمرجعيات السياسية المعتمدة دولياً، مع دعمنا الكامل لمخرجات الحوار الوطني لإنهاء الأزمة اليمنية تحت رعاية فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي. وجدد الوزير الاماراتي في الوقت ذاته دعم جهود مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 والتوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية. ولفت الى أن الإمارات ملتزمة بتقديم كافة أشكال المساعدة للشعب اليمني الشقيق بدءاً من تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثة وصولاً للمساعدة في بناء مؤسسات الدولة حتى يتحقق الأمن والاستقرار والنماء في ربوع اليمن الشقيق. ونوه في هذا السياق بالدور السعودي بقيادة خادم الخرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز التي بادرت بحشد التحالف العربي للتصدي للتمرد الذي قام به الحوثيون وحلفائهم ضد أمن وسلامة ووحدة أراضي اليمن ، وأن الدور السعودي في هذا الصدد إنما ينبثق من الإيمان بتكامل الأمن العربي في هذه المنطقة الهامة من العالم العربي والوقوف أمام محاولات التدخلات الخارجية في مقدرات اليمن وإثارة الحروب الطائفية بين أبناء الوطن الواحد. وقال الوزير الإماراتي "ان دماء شهدائنا الأبرار الذين سقطوا دفاعاً عن الحق والعدالة والشرعية في اليمن لن تذهب سدى بل سيزيدنا ذلك إصراراً وثباتاً على نهجنا، ضمن إطار قوات التحالف العربي، لإزالة الظلم ونصرة الشعب اليمني الشقيق وإحقاق رسالة الحق والعدل لإنقاذه من قبضة المليشيات المتمردة التي انقلبت على الشرعية وعاثت فساداً وتخريباً في ربوع اليمن". كما رفض في كلمته محاولات إيران التدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية الشقيقة عبر إثارة القلاقل والفتن بين أبناء الشعب الواحد، مطالبا طهران بإعادة النظر في سياستها تجاه المنطقة، ومراعاة سياسة حسن الجوار، والالتزام بمبدأ عدم التدخل في شؤون الدول. وقال قرقاش " إن استجابة إيران لهذه الدعوات المخلصة إنما تصب في صالح استقرار المنطقة ودعم التعاون بين دولها وهو ما يرقى بالعلاقات العربية الإيرانية إلى مرتبة أسمى، وهو ما لم يتحقق بالقطع إذا ما أصرت إيران على التدخل في الشؤون العربية". وأضاف "إننا نرى أن العلاقات التي نرجو لها أن تسود بين العالم العربي وإيران هي علاقات تحقق المصالح المشتركة، ولا يمكن أن يتم ذلك إلا من خلال احترام إيران لمبادئ السيادة وعدم التدخل وحسن الجوار".
