أعلن، مساء أمس، وفاة المستشار السياسي لرئيس الجمهورية والقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم سابقا) "عرّاب" السياسة اليمنية الدكتور عبدالكريم الارياني، في المانيا الاتحادية حيث كان يرقد في احد مشافيها اثر معاناة مع المرض. وولد الدكتور الارياني الذي يعد السياسي الاول في اليمن في 20 فبراير 1935 في حصن إريان بمحافظة إب لعائلة امتهنت القضاء وهو إبن أخ الرئيس الثاني للجمهورية العربية اليمنية القاضي عبد الرحمن الإرياني. حصل على الشهادة الثانوية عام 1958 من مصر ثم أكمل دراسته الجامعية في الولاياتالمتحدة فأكمل درجة البكالوريوس في الزراعة في جامعة تكساس ثم حضر الماجستير من جامعة جورجيا والدكتوراة من جامعة ييل بكونيتيكت عام 1968 تزوج عام 1969. وكان للدكتور الإرياني دوراً بارزاً ومحوريا في العديد من المواقف والتحولات والصراعات التي شهدتها اليمن منذ ثلاثة عقود من الزمن وكان من ابرزها هو عندما كان ممثل ومبعوث اليمن أمام مجلس الأمن الدولي حيث استطاع اقناع مجلس الامن الدولي بعدم أصدار أي قرارت قوية من شأنها أيقاف المعارك التي كانت تدور بين شمال اليمن وبعض قوى الجنوب في حرب صيف 1994 بعد اعلان الرئيس على سالم البيض الأنفصال وأصدرا مجلس الامن في حينها قراريين رقم 924 و 931 لعام 1994 م أكتفى فيهما بالتعبير عن قلقة بسبب المعارك الدائرة و بدعوة جميع الاطراف إلى وقف القتال وستطاعت بذلك القوى التي تقاتل من اجل بقاء الوحدة كسب مزيد من الوقت لتحقيق الانتصار. وفي 24 ديسمبر 2013 م كان من أول الموقعين على وثيقة حل القضية الجنوبية رغم معارضة قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام وبعض اعضائه الشديدة لبعض بنود الوثيقة وكان هو ممثل بارز لحزب المؤتمر الشعبي العام في مؤتمر الحوار الوطني ولقي حينها انتقاداً واسعاً من قبل قيادة حزب المؤتمر و من قبل العديد من اعضائه. "هنا" يرصد المشهد اليمني" آخر ما تحدث به الراحل الارياني، الذي أطلق عليه نشطاء وسياسيون بأنه "آخر حكماء اليمن". 18 مايو 2015: (مؤتمر الرياض حول اليمن): الحصانة التي منحت للرئيس السابق علي عبدالله صالح ولاعوانه , وهو احد المشمولين بها, كانت لما قبل المبادرة الخليجية.."أنا احد الموقعين على المبادرة الخليجية والمشمولين بالحصانة ، هذه الحصانة كانت لما قبل التوقيع اما ما بعد توقيع المبادرة فيحاسب الجميع وانا مستعد لذلك". 25 يونيو 2014: (حلقة نقاشية بصنعاء بعنوان "نحو دستور جديد لبناء دولة مدنية حديثة): نرجو ألا نخطئ بأن ننشئ أقاليم دون ان نكون قد أسسنا للمديريات والولايات صلاحيات كاملة، وإلا فسننتقل من مركزية العاصمة إلى مركزية الإقليم وضاع المواطن بينهما. 11 ديسمبر 2014: (حوار مع صحيفة 26 سبتمبر الناطق باسم وزارة الدفاع - عقب انقلاب الحوثيين في 21 سبتمبر 2014 ): الوضع الذي نعيشه اليوم "شاذ" بكل ما في الكلمة من معنى وذلك لأن هناك دولة بهياكلها ووزاراتها ومؤسساتها لا تحكم. - لدى اليمنيين التراث الذي يسمح بقيام الدولة المدنية الحديثة التي يسود فيها القانون، لكن ما يحدث اليوم في كل مؤسسة ووزارة تصرفات قوة سياسية طابعها عسكري ولا يحكمها القانون (يؤسفني أن أكون قاسيا...لكن الكذب على الشعب محرم). - المبادرة الخليجية هي الخارطة الاساسية في اليمن، واستندت إلى إنهاء الصراع بين الحزب الحاكم والمعارضة وكانت هذه هي الخطوة الاولى في المبادة وانتهى الصراع بتشكيل حكومة ائتلافية. - سواء ذكرت المبادرة الخليجية أم لم تذكر فكل ما نعمله اليوم وغدا وبعد غد حتى ينتخب مجلس النواب من المبادرة الخليجية لأنه بدونها كان لا يمكن ان نصل إلى حوار وكان لا يمكن لأنصار الله أن يشاركوا في الحوار الوطني الشامل ولو يتبرأون منها. - ليس هناك من يفرض على الدولة اي قرار على الاطلاق فقرارات اليمن هي لليمن "كون اليمن تتعاون مع المجتمع الاقليمي والدولي هذا شيء متعارف وطبيعي في العالم كله، لبنان في مشاكله حلها تعاونه مع المجتمع الاقليمي والدولي، كل الناس الذين يدخلون في مشاكل وصراعات يأتي المجتمع الاقليمي والدولي لحل مشاكلهم ولوضعهم على الطريق الطبيعي لحل مشكلاتهم". مخرجات الحوار الوطني هي الوسيلة لرفع الظلم سواء عن الجنوب او عن صعدة وكل ما يتم الاتفاق عليه لابد ان ينفذ كاملا، ولاحقوق الكاملة تأتي عبر دستور. النظام السياسي الجديد سيرفع المظلومية عن الجميع..الظلم الذي حصل بالفعل يجب ان يصحح بالفعل ولا يحتاج الى نص دستوري. نحن في اليمن لدينا رمزان للشرعية رئيس جمهورية منتخب ومجلس نواب منتخب طال عليه الزمن وهذا هو الواقع. 5 مارس 2013: (ندوة خاصة بصنعاء حول(الدولة المدنية الحديثة بين الواقع والطموح): اليمن لم تشهد دولة مدنية منذ قيام ثورتي ال 26 سبتمبر و ال 14 من اكتوبر قبل نصف قرن .. لافتا إلى أن الشطر الشمالي من الوطن كان يخضع لحكم الجيش ، فيما الشطر الجنوبي من الوطن كانت تحكمه ايديولوجية صارمة وكلا الحالتين لا تسمح بقيام دولة مدنية حديثة. - مبدأ قيام الدولة المدنية الحديثة اصبح عنصرا اساسيا وهدفا ساميا من أهداف عملية التغيير عبر التداول السلمي للسلطة التي أسفر عنها ما يمكن أن نسميه الربيع العربي في اليمن، وهذا المبدأ لا يقتصر على التداول السلمي للسلطة فحسب بل هو مبدأ متعدد الشروط الأهداف والمضامين لأنه يلامس حياة الناس حقوقيا وسياسيا واقتصاديا وقانونيا.