حذرت مصادر محلية في محافظة شبوة من أن منابع النفط والغاز في المحافظة٬ باتت في خطر جراء تمدد المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في تلك الأنحاء. وكشفت هذه المصادر ل«الشرق الأوسط» في عددها الصادر اليوم الإثنين عن معلومات بشأن قيام الميليشيات الحوثية بفتح طرق جديدة تربط محافظتي شبوة (الجنوبية) والبيضاء (الشمالية)٬ وأن هذه الطرق تؤدي إلى حقول النفط. وأشارت المصادر إلى أن أبرز تحركات الحوثيين هي في المناطق الواقعة بين مديرية بيحانبشبوة المديريات المجاورة كما أشارت إلى أن الحوثيين نصبوا منصات صواريخ كاتيوشا في المنطقة٬ إضافة إلى قيامهم بحفر أنفاق في الجبال. وتشهد مديرية بيحان٬ وتحديدا جنوبالمدينة المحاذي لمحافظة البيضاء٬ اشتباكات عنيفة٬ منذ بضعة أيام٬ بين قبائل المصعبين والمقاومة الشعبية٬ من جهة٬ والميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح٬ من أخرى٬ وأكدت المصادر مقتل نحو 12 مسلحا حوثيا٬ أمس٬ وعنصرين من المقاومة الشعبية في الاشتباكات٬ إضافة إلى تدمير عدد من المنازل٬ جراء القصف العشوائي الذي تنفذه الميليشيات على المناطق والقرى التابعة لقبائل المصعبين٬ بعد أن رفضت الأخيرة فتح الطريق أمام الميليشيات للتوغل في المنطقة٬ بحجة ملاحقة «الدواعش والتكفيريين»٬ على حد تعبيرهم. وأكدت المصادر ل«الشرق الأوسط» أن قبائل المصعبين والمقاومة تمنع تمدد الحوثيين نحو وادي النحر٬ التابع للقبيلة٬ وأن هناك جبهتي قتال فتحها الحوثيون٬ عبر الطرق المؤدية من البيضاء نحو بيحان. وذكر شهود عيان في بيحان ل«الشرق الأوسط» أن طيران التحالف واصل تدخله لمنع تمدد المتمردين الحوثيين في مناطق جديدة في المديرية٬ حيث قصفت طائرات التحالف٬ أمس٬ مواقع الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح. وتؤكد المصادر المحلية سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات٬ وتحديدا في الغارات التي استهدفت الجبال المحيطة بمديرية بيحان. وقال محمد شيخ الفاطمي٬ أحد وجهاء مديرية بيحان ل«الشرق الأوسط»٬ إن الحوثيين «يعملون٬ حاليا٬ على فتح طرقات بين بيحانوالبيضاء٬ حيث يعتبرون البيضاء منطقة آمنة٬ وذلك بعد أن كانت لديهم طريق واحدة توصلهم إلى بيحان وهي عقبة الجنزح٬ لكنهم تكبدوا خسائر فادحة٬ في تلك الطريق٬ من قبل طيران التحالف والمقاومة الشعبية»٬ مؤكدا أنهم «يعملون على فتح طريقين آخرين يؤديان إلى مديرية بيحان٬ إضافة إلى الطريق السابقة وهي طريق عقبة الجنزح باتجاه وادي جنة النفطي». وأكد الفاطمي أنه «إذا فتحت هذه الطرق أمام الحوثيين بأمان٬ فإنهم يصلون إلى حقول النفط». وأشار إلى أن «هناك وجودا٬ على شكل جماعات٬ للحوثيين بالقرب من حقول النفط٬ في جبل بن عقيل وفي حيد بن سبعان في النقوب٬ إضافة إلى وجودهم في منطقة حريب التابعة لمحافظة مأرب٬ المجاورة». وعقب انسحابهم من محافظة شبوة٬ في أغسطس (آب) الماضي٬ أبقى الحوثيون على وجود عسكري مكثف في ثلاث مديريات من المحافظة٬ هي: أمعين٬ عسيلان وبيحان٬ وجميعها حدودية مع محافظتي مأربوالبيضاء٬ وبحسب المعلومات الواردة من المنطقة٬ فقد عمل الحوثيون ويعملون على تعزيز مواقعهم التي ظلوا فيها في تلك المديريات٬ وإعادة ترتيب صفوفهم٬ وهو الأمر الذي يجعل محافظة شبوة الغنية بالنفط والغاز٬ تحت تهديد مستمر٬ بحسب المراقبين.