"أبو العباس" اسم ارتبط بقائد الجبهة الشرقية في مدينة تعز، حيث برزت شخصيته في الآونة الأخيرة، بالتزامن مع الاستعدادات التي تجريها المقاومة لتحرير المدينة، ووصول تعزيزات عسكرية عبارة عن مدرعات وآليات، قدمها التحالف العربي لمقاومة تعز التي تشهد أعنف المواجهات مع مسلحي جماعة الحوثي المسنودين بقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح. انتمى عادل عبده فارع، أو أبو العباس، في أواخر الثلاثينيات من عمره، إلى مدينة تعز القديمة، ويعد من الدعاة الأوائل إلى قتال الحوثيين وحلفائهم منذ أن وطئت مليشياتهم المدينة في آذار/ مارس الماضي. وقد شكل الرجل مجموعة مقاتلة، عرفت بكتائب "حماة العقيدة" من أبناء المدينة القديمة وأحياء الجمهوري والاشبط وحوض الأشراف وغيرها، وانضم إليها عددا من شباب وأرياف تعز. "أبو العباس" سلفي التوجه، وأحد طلاب مركز دماج السلفي في صعدة (شمالا) الذين نزحوا إبان الاجتياح الحوثي للمركز، مطلع العام 2014، في أشهر عملية تهجير عرفها تاريخ اليمن الحديث. وبدت شخصية الرجل غامضة لدى كثيرين، نظرا لابتعاده عن الأضواء، فهو يرفض التصوير، بل هو محرم لديه شرعا، وفق أدبياته الفقهية المعروفة، إلا أنه قبل أكثر من أسبوع، خرج إلى وسائل إعلام محلية، عبر تصريح، شدد فيه على أن "تحرير مدينة تعز باتت وشيكة". وبرز قائدا عسكريا ذا خبرة عالية، بعدما شن مقاتلو "حماة العقيدة" التابعين له، عددا من العمليات النوعية والتي نجحت بإسناد من قوات المقاومة الشعبية، بتحرير قلعة القاهرة، والأمن السياسي وقصر المخلوع صالح في الجحملية"، فيما يعد حي الجمهوري المعقل الرئيسي للفصيل السلفي المسلح. شبه اتفاق وفي السياق ذاته، علمت "عربي21" من مصدر خاص، أن هناك شبه اتفاق بين السعودية والإمارات، بدعم فصيل "حماة العقيدة"، بالسلاح النوعي، بالتوازي مع دعم جبهة الضباب الواقعة غرب تعز. وقال المصدر الذي اشترط عدم الإفصاح عن اسمه إنه مع بدء إعلان التحالف الاتجاه نحو تحرير تعز، تسلم فصيل حماة العقيدة، ثلاث مدرعات، من ضمن التعزيزات العسكرية التي وصلت المدينة. وأوضح المصدر ذاته، أن تيار "أبو العباس" يمكن دعمه من قبل قوات التحالف، لعدم خطورته، وليس لديه نية في السيطرة على السلطة والحكم فهو من أصحاب نظرية (ولي الأمر)، بشكل مغاير عن الفصائل والأحزاب السياسية". وأكد أن الدعم العسكري الذي يتلقاه سيتم استرجاعه في حال تم دحر مليشيات الحوثي وصالح من تعز، ومن ثم تسليمها للجيش الوطني. وأبدى البعض شكوكا حول الدور القادم لفصيل حماة "العقيدة" السلفي، انطلاقا من الدعم السخي الذي تحصل عليه من قوات التحالف العربي، وتحديدا دولة الإمارات.