ذكرت تقارير إخبارية أن إيران تحاول تفعيل مبادرتها حول الأزمة اليمنية، والتي قدّمتها للأمم المتحدة في وقت سابق وأفصح عنها وزير الخارجية محمد جواد ظريف. وتدعو المبادرة الايرانية، إلى ضرورة وقف إطلاق النار في اليمن، وإعادة الإعمار وتشكيل طاولة حوار يمنية تكون جماعة الحوثي أو من يسمون انفسهم "أنصار الله" جزءاً منها، لكونها جزءاً من المعادلة السياسية كما ترى طهران؛ وأخيراً عقد مؤتمر بين الأطراف الإقليمية والدولية، يكون على شاكلة مؤتمر للمانحين ولأصدقاء اليمن، لإيجاد مخرج سلمي للأزمة هناك، ولمساعدة المدنيين اليمنيين. ووصل إلى العاصمة الايرانية طهران، أمس الاربعاء، مبعوث الامين العام للامم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، للتباحث حول الازمة اليمنية، في حين قال الكاتب والمحلل السياسي حسن هاني زاده إن مساعد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان هو من وجّه الدعوة لولد الشيخ، بعد اتصال هاتفي جرى بينهما أخيراً، وإبان زيارة له إلى مسقط التقى خلالها وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي. وأشار هاني زاده في تصريح لصحيفة "العربي الجديد" إلى أن "المبادرة المقدمة سابقاً لم تلقَ الترحيب من عدد من الأطراف الإقليمية، وكان أول الرافضين لها الرئيس عبد ربه منصور هادي، والذي تعتبره إيران رئيساً غير شرعي لليمن، كونه قدّم استقالته في وقت سابق وترك البلاد". وقال "بالتالي تعمل طهران على بذل جهد أكبر في الوقت الراهن، من خلال إحداث ضغط والعمل على التقارب مع الأممالمتحدة، كونها منظمة دولية قد تساهم في إقناع بعض الأطراف الفاعلة والمؤثرة على ساحة الإقليم لتطبيق المبادرة الإيرانية، أو على الأقل فتح حوار حولها". من جانبه، قال عضو لجنة الأمن القومي محمد حسن آصفري، إن الموقف الإيراني ممّا يجري في اليمن واضح وشفاف، وتم الإعلان عنه في مناسبات عدة، "فطهران لا ترى أي جدوى من التدخّل والعدوان السعودي على اليمن"، مشيراً إلى أن "المطلوب في الوقت الحالي هو وقف شامل لإطلاق النار وتغيير جذري في الموقف السعودي". ولفت آصفري، إلى أن ما تطلبه طهران وتشدّد على تحقيقه، هو دعم الحوار اليمني اليمني، لفتح المجال لإجراء إصلاحات هناك، مع قبول تواجد كل الأطراف السياسية في الساحة اليمنية وعدم تهميش بعضها". وتعليقاً على زيارة ولد الشيخ أحمد إلى طهران، انتقد آصفري دور الأممالمتحدة، معتبراً أنها "لم تستطع إيقاف الضربات الموجّهة لليمن، كما لم تغيّر من سياسات الرياض"، لافتاً إلى أن "الأطراف الفاعلة والقوى الكبرى في المجتمع الدولي تدعم الخطوات السعودية، ولولا رضاها لما استمرت الرياض بأفعالها"، مذكّراً أن طهران ترى كل هذا مخالفاً للقوانين والأعراف الدولية. يشار إلى أن جولة المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، التي بدأها في طهران، سيستكملها في السعودية والإمارات وسلطنة عُمان، بحسب ما نقلت كذلك مواقع رسمية إيرانية.