بالتزامن مع حرب التصريحات التي تدور بين تركياوروسيا منذ حادثة إسقاط الجيش التركي لقاذفة روسية على الحدود السورية، عقد وزيرا خارجية البلدين، اليوم الخميس، لقاءً في بلغراد، في مؤشر على انحسار جزئي للتوتر بين الطرفين. ونقلت وكالة "فرانس برس" أن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، وتركيا مولود جاوش أوغلو، عقدا لقاءً للمرة الأولى منذ بدء الأزمة، في بلغراد، على هاش اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وأوضح مصدر دبلوماسي تركي، رفض الكشف عن هويته، ل"فرانس برس"، أن "اللقاء بين وزيري الخارجية استمر 45 دقيقة"، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. ويأتي اللقاء بعدما واصل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هجومه على القيادة التركية التي اتهمها، في رسالته السنوية إلى الجمعية الفيدرالية الروسية، بإيواء مسلحين من شمال القوقاز الروسي ودعمهم معنوياً. ورغم أن بوتين استبعد احتمال استخدام القوة العسكرية ضد تركيا، إلا أنه قال: "سنذكّرهم أكثر من مرة بما فعلوه، وسيندمون أكثر من مرة. نعلم ماذا يجب فعله". وجاءت تحذيرات بوتين بعد تصريحات وزير خارجيته، سيرغي لافروف، بأن روسيا ستقدّم إلى مجلس الأمن الدولي أدلّة على نقل النفط من العراق وسورية إلى تركيا، وإمكانية الاستعانة بأكراد سورية لإغلاق الحدود بين تركيا من جانب وسورية والعراق من جانب آخر. " بوتين: سنذكّرهم أكثر من مرة بما فعلوه وسيندمون أكثر من مرة " وفي حال تمكنت روسيا من إثبات وقائع نقل نفط تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى تركيا، سيؤثر ذلك سلباً على العلاقات بين أنقرة وحلفائها في الأطلسي. لكن الرد التركي لم يتأخر، فقد قال الرئيس رجب طيب أردوغان، إنه يملك "إثباتات" على تورّط روسيا في تجارة النفط مع داعش في سورية. وصرح أردوغان، في كلمة ألقاها أمام نقابيي أنقرة: "لدينا إثباتات، وسنبدأ بكشفها للعالم". وأشار إلى أن "جورج حسواني الذي يحمل الجنسية الروسية، يقوم بتجارة النفط المهرّب (نفط داعش)، وهذا مثبت لدى وزارة الخزانة الأميركية". أما زيادة الدعم الروسي لأكراد سورية، فأصبح أمراً مؤكداً، بحسب آمور غادجييف، الباحث في الشؤون التركية بمعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية. ويقول غادجييف، ل"العربي الجديد": "تعتبر روسيا والغرب الأكراد قوة مناسبة لمكافحة داعش. كما أنه بعد حادثة القاذفة لم يعد أمام روسيا ما يمنعها من دعم حزب العمال الكردستاني إن قررت ذلك". وسبق لتركيا أن حذرت كلا من روسيا والولايات المتحدة من التعاون مع أكراد سورية، حيث تعتبر أنقرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري امتداداً لحزب العمال الكردستاني المصنّف كتنظيم إرهابي في تركيا. وتشهد العلاقات الروسية التركية توتراً غير مسبوق بعد حادثة إسقاط قاذفة "سو-24" الروسية في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. واتهمت تركياروسيا بانتهاك مجالها الجوي، بينما نفت موسكو ذلك، مشددة على أن الطائرة كانت تحلّق فوق الأراضي السورية. ووصف بوتين الحادثة آنذاك بأنها "طعنة وجّهها أعوان الإرهاب في ظهرنا"، كما قررت روسيا تطبيق بعض الإجراءات الاقتصادية بحق تركيا، لتشمل منع رحلات الطيران إلى منتجعاتها والحظر على استيراد بعض المنتجات الزراعية والغذائية تركية المنشأ.