في أواخر مارس من العام 2015 م، كان الشيخ القائد عبدالله بن عبدربه شقران العقيلي، يقود قوات القبائل بمديرية حريب جنوب شرق محافظة مأرب، لمواجهة مليشيا الحوثي وألوية الحرس الجمهوري الموالي لصالح، التي كانت حينها تزحف لاجتياح المديرية واحتلالها . كان ذلك عقب انطلاق عمليات عاصفة الحزم لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، حيث كانت تستهدف بالطيران الحربي مخازن الأسلحة حينها والأهداف الثابتة فقط، ما أتاح الفرصة لقوات الحوثي وصالح المتحركة السيطرة على مناطق جديدة بعدد من محافظاتاليمن مع بداية انطلاق العاصفة . الشيخ عبدالله بن عبدربه شقران العقيلي من مواليد منتصف عقد الستينات من القرن الماضي بوادي حريب جنوب شرق محافظة مأرب أحد كبار شيوخ قبيلة آل عقيل له العديد من المواقف الوطنية والثورية وسجل حافل بالنضال والفداء في سبيل الوطن والقبيلة يعجز المقام هنا عن حصره . ويعد الشيخ عبدالله بن عبدربه شقران العقيلي، أحد أبرز مشائخ مأرب، الذين هبوا في تأسيس مطارح نخلا والسحيل شمال غرب مأرب، لمواجهة مليشيا الحوثي وصالح، عقب انقلابها على السلطات الشرعية بصنعاء . رابط الشيخ شقران العقيلي بمطارح نخلا، وكان يحث حشود نخلا على الرباط ورفع الجاهزية واليقظة، للتصدي لمليشيا الحوثي وقوات صالح، وله العديد من القصائد الشعرية التي كان كثيراً ما يحث أبناء مأرب على التصدي لعدوان مليشيا الحوثي وصالح، ويقسم أن لا تدخل مأرب وهو على قيد الحياة . كانت مليشيا الحوثي وقوات صالح تحشد على حدود مديريتي مجزر وصرواح شمال وغرب مأرب، في الوقت الذي كان الشيخ شقران العقيلي يرابط بمطارح نخلا منذ تأسيسها مطلع اكتوبر العام قبل الماضي . استمر الشيخ شقران العقيلي في رابطه حتى شهر مارس، بعد أن فجرت مليشيا الحوثي وصالح جبهة جديدة على مأرب من جهة الجنوب، بمنطقة قانية جنوب المحافظة . حينها لم يكن يخطر ببال الشيخ شقران العقيلي، أن مليشيا الحوثي وقوات صالح ستجتاح شبوة قبل مأرب، وستهاجم محافظة مأرب من الشرق، وستستهدف مديريته التي هي مسقط رأسه وقبيلته وادي حريب . في السابع والعشرين من مارس العام الماضي اجتاحت مليشيا الحوثي وقوات صالح مديرية بيحان غرب محافظة شبوة بالكامل دون مقاومة تذكر، وتقدمت إلى حدود حريب الشرقية بألوية عسكرية كبيرة . وقتها تحرك الشيخ شقران العقيلي ومن معه من رجال القبيلة بمطارح نخلا، ومن إلى جانبهم من قبائل مأرب، وحشدوا قواتهم بمنطقة الساق شمال بيحان، وخاضوا أول معركة ضد مليشيا الحوثي وصالح بالثامن والعشرين من مارس . ظل الشيخ عبدالله بن عبدربه شقران العقيلي يتقدم رجال قبيلته ومن إلى جانبهم من رجال القبائل المساندة، وخاض أشرس معركة بمنطقة الساق يوم التاسع والعشرين من مارس، ليرتقي أول شهيد من أبناء القبيلة، الشاب " مساعد صالح أبو سر العقيلي " ، وجرح العشرات كان على رأسهم البطل، " علي بن صالح أبوبكر العقيلي " . لم يتوانى الشيخ شقران العقيلي في قيادة المعركة ضد مليشيا الحوثي وصالح، وضل في مقدمة الصفوف يقاتل ببسالة، ويحث الرجال على التصدي لعدوان مليشيا الحوثي وصالح، ويردد الزامل الشهير الذي قاله عندما وصله نبأ زحف الحوثيين على وادي حريب معقل قبيلته، وهو مرابط بمطارح نخلا شمال مأرب فقال الزامل : يهل البنادق روحونا للنصر واﻻ للشهادة معاد يتسمّى قبيلي لي ما يدافع عن بلاده بعد معركة الساق بيوم واحد فقط، وفي مساء اليوم الثاني لمعركة الساق تمكن عدد من أفراد القبيلة بقيادة الشيخ عبدالله شقران العقيلي، من إلقاء القبض على 9 مسلحين حوثيين عقب مواجهات عنيفة شرق حريب، واخذ سيارتهم التي كانوا يستقلونها، وما بحوزتهم من سلاح وعتاد عسكري، بعد أن كانت المواجهات معهم تسببت في إصابة اثنين من شباب القبيلة بجروح مختلفة أحدهما كانت إصابته خطره . حينها تجلت أخلاق الشيخ القائد عبدالله شقران العقيلي، حين منع الأسرى وحال دون أن تطالهم يد عابثة أو منتقمة، وأخذهم في ضيافته وأولم لهم الولائم بمنزله، وعاملهم معاملة الضيوف الكرام ما لم يخاطر ببال أولئك الأسرى . وبعد أن وضع عدد من شباب القبيلة يحرسون الأسرى الحوثيين بمنزله، عاد إلى الجبهة يتقدم الصفوف في مواجهة عدوان مليشيا الحوثي وصالح . لم يمض سوى يوم حتى أشرقت شمس يوم الثلاثاء 31 مارس 2015 م، كان رجال القبيلة ومن إلى جانبهم بمنطقة نجد مرقد شرق وادي حريب وفي مقدمتهم الشيخ القائد عبدالله شقران العقيلي، وانطلقوا كالنبل في مواجهة جحافل الغزاة التي كانت تتقدم صوب نجد مرقد فجر ذلك اليوم من كل حدب وصوب، وخاض هو ورفاقه أشرس المعارك ضد مليشيا الحوثي وقوات صالح، استمرت تلك المعركة حتى ظهر ذلك اليوم المشئوم . وفي ظهر ذلك اليوم استشهد القائد البطل الشيخ عبدالله بن عبدربه شقران العقيلي واستشهد إلى جانبه 13 من خيرة شباب قبيلته و4 آخرين من القبائل من المساندة، وأسمائهم كالتالي : * شهداء معركة نجد مرقد شرق حريب في مواجهة الحوثي وقوات صالح : 1 – الشيخ : عبدالله بن عبدربه شقران العقيلي 2 – الرائد : عبدالله صالح مرعى العقيلي 3 – صالح أحمد القانص العقيلي 4 – عبدالله علي عبدالله محمد العقيلي 5 – مطلق محسن مساعد العقيلي 6 – عبدالله علي أبو سر العقيلي 7 – سراج مساعد أبو سر العقيلي 8 – مساعد صالح مساعد أبو سر العقيلي 9 – حاكم سالم مبارك أبو سر العقيلي 10 – مسلي علي مبارك القبة العقيلي 11 - محمد سالم علي لغمق العقيلي 12 - صالح عوض دويحان العقيلي 13 – عبدربه أحمد حسين شخيبطار العقيلي 14 - منصور عبدالله أحمد العقيلي 15 – الشيخ : صالح عبدالله فريدان الطهيفي 16 – جساس عبدالله محمد راشد المسلماني 17 – ناصر فيصل حمد العرادة العبيدي 18 – حسن صالح جحفيل الطهيفي 19 – بن جلال العبيدي * أسماء جرحى معركة نجد مرقد شرق وادي حريب في مواجهة الحوثيين : 1 – صالح أحمد سودالعين العقيلي 2 – عبدالله أحمد العقيلي 3 – سالم صالح عبدالله محمد العقيلي 4 – حزام صالح الصادر العقيلي 5 – عادل صالح شعنون العقيلي 6 - عبدالناصر أحمد صالح العقيلي 7 – أحمد علي عبدالله محمد العقيلي 8 – أحمد سالم مرعى العقيلي 9 – علي صالح أبو بكر العقيلي 10 – سالم عوض أبو بكر 11 – عبدالله ناصر فهيد شقران العقيلي 12 – سالم صالح فاران العقيلي 13 – صالح أحمد الصادر العقيلي 14 – فجاس السيفي المرادي و2 من اشقائه . 15 – علي عبدالله حوات 16 - عبدالولي علي صالح العقيلي جرح بنجد مرقد قبل ان يستشهد بذات الراء غرب مأرب بتاريخ 14 يوليو 2015 م . 17 - تركي صالح ديمان العقيلي . 18 - محمد صالح أبوسر العقيلي . وبعد مغيب شمس ذلك اليوم المشئوم وصل نبأ استشهاد القائد شقران العقيلي، إلى الأسرى الذين كانوا في ضيافته، فكان كالصاعقة عليهم كونه من أمنّهم وأكرمهم، ونفذ شباب القبيلة وصية الشهيد في إكرام الأسرى ومعاملتهم بالحسنى، حتى تم تبادلهم في صفقة تبادل أسرى أُبرمت مؤخراً بعد أسبوع من معركة النجد . فرحم الله الشهيد القائد عبدالله شقران العقيلي رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته وجميع الشهداء الأبرار .