صعدت مليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، من عملياتها العسكرية، وقصفها العنيف والعشوائي على الأحياء السكنية في تعز، قبيل دخول الهدنة المرتقبة حيز التنفيذ، 10 من الشهر الجاري، في محاولة لكسب نصر معنوي يدعم مواقفها في مفاوضات الكويت القادمة. وقال العقيد الركن، منصور الحساني، الناطق باسم المجلس العسكري للجيش الوطني في تعز، إن حدة الاشتباكات تزايدت في جبهات المحافظة، مع اقتراب موعد مفاوضات الكويت، مشيراً إلى أن "القصف العشوائي للحوثيين ازداد على الأحياء والقرى وسقوط المزيد من قذائف المدفعية الثقيلة وصواريخ الكاتيوشا على المدنيين". وتدور اشتباكات عنيفة منذ يوم الخميس الماضي، في عدد من جبهات المحافظة، عقب هدوء نسبي خلال الأيام الماضية، لا سيما في المحور الشمالي للمدينة، وفى الجبهة الشرقية، مع تواصل المواجهات في جبهات الضباب والوازعية وجبل حبشي غربا، وفي جبهة حيفان جنوبا. فهد سلطان: ميليشيا الحوثي تراهن على بسط السيطرة على الارض يقول الباحث السياسي اليمني، وعضو المنتدى السياسي للديمقراطية، فهد سلطان، أنه وحتى اللحظة، لا يوجد ما يشير الى أن هناك توجه حقيقي نحو إنجاح مفاوضات الكويت، ومن المعروف أن هناك سلسلة متواصلة من الفشل خلال المشاورات السابقة بين الحكومة وجماعة الحوثيين التي لم تفض الى شيء في نهايتها. وأضاف سلطان في تصريح ل"الإسلام اليوم" أن ميليشيا الحوثي تراهن على بسط السيطرة على الارض، والبقاء في تعز، كونها مادة لأي حوار يجري، أو لرفع الضغط عن العاصمة صنعاء، وهي تدرك أنها لن تستطيع أن تسيطر على تعز، ودفعت اثمان باهضة في سبيل ذلك، وشكلت تعز جبهة استنزاف لمقاتليها، وبالتالي تصعيدها هناك مسألة مقايضة. وبين أن الطريقة الإيرانية التي تقول "شارك في أي حوار ولا تلتزم بأي نتيجة واختلق الاعذار والمبررات، يتم اعتمادها حاليا في اليمن من قبل مليشيات الحوثي"، مضيفا "إن كان هناك من التزام على أي اتفاق قادم، فإن اتفاق (السلم والشراكة) الذي صاغ الحوثيون بنوده ثم نقضوه، مثال جلي على انهم يرفضون أي التزام تجاه الاخرين". وأشار سلطان إلى أن المليشبات تراهن على الوقت لتفكيك الجبهة الداخلية للمقاومة، مستبعدا أن تستطيع المليشيات تحقيق شيء، لافتا إلى أن مفاوضات الكويت فرصة أخيرة تمنحها الشرعية للمتمردين، وتصريح ولي ولي العهد السعودي الاسبوع الماضي، كان صريحا فيما لو فشلت مفاوضات الكويت. نجيب المظفر: تصعيد مليشيا الحوثيين يهدف إلى إيصال رسائل تطمين لأنصارها بأنها لن تذهب للمفاوضات منكسرة مرغمة من جهته، قال الكاتب الصحفي اليمني، نجيب المظفر، أن مليشيات الحوثي والمخلوع صالح، تتوهم من خلال تصعيدها العسكري في ساحة القتال، خصوصا في تعز، انها قد تحقق مكاسب سياسية، ونصر معنوي، يمكنها من رفع سقف اشتراطاتها على طاولة مفاوضات الكويت، متناسية هدف المفاوضات الرئيس، المتمثل في تنفيذ القرار اﻷممي 2216، الذي يلزمها بالانسحاب من المدن وتسليم السلاح ومؤسسات الدولة. وأضاف المظفر في تصريح ل"الإسلام اليوم" أن تصعيد المليشيا الحوثية في تعز وغيرها من الجبهات، يهدف أيضا إلى إيصال رسائل تطمين لأنصارها بأنها لن تذهب للمفاوضات منكسرة مرغمة، وانما ذاهبة وهي لا تزال قوة موجودة على الأرض، وقادرة على فرض أجندتها. وتابع بالقول"لكن رغم هذا وذاك، فلن تستطيع المليشيا أن تحقق من تصعيدها ما ترجو تحقيقه خارج أجندة المفاوضات، بل سيعود عليها تصعيدها بالخسران، حيث سيكون لهذا التصعيد انعكاساته التي ربما تسهم في إفشال هذه الجولة من الحوار، والتي ينظر لها على أنها طوق النجاة الأخير للمليشيات". وتوقع أنه في حال سعت مليشيات الحوثي إلى إفشال مفاوضات الكويت عبر تصعيدها في الميدان، أو عبر تعنتها في المفاوضات، فإن باب الحسم العسكري لإنهاء الانقلاب سيفتح على مصراعيه ولن يكون هناك مفاوضات الكويت 2 مستقبلا.