يعود المبعوث الأممي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد،اليوم الأربعاء، إلى الكويت لاستكمال رعاية مشاورات السلام بين الفرقاء اليمنيين في مرحلتها الثانية التي استُؤنفت بعد عيد الفطر الماضي، وتعتبر المرحلة الأكثر تعقيدا وصعوبة نظرا لخضوعها لضغوط عاملي الوقت والميدان. فمن جهة ربطت الكويت التوصّل إلى اتفاق سلام بمهلة زمنية لا تتعدى الأسبوعين، ومن جهة مقابلة شهدت الحرب بين الشرعية اليمنية المدعومة من التحالف العربي، وقوى الانقلاب ممثلة بميليشيا الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالحا، تصعيدا نوعيا على مختلف جبهات القتال رغبة من الأطراف المتحاربة في تحقيق مكاسب على الأرض تقوي موقفها التفاوضي في الكويت. ورغم توصيف البعض للسلام اليمني بالمحتضر في ظل الأوضاع الميدانية وتمترس فرقاء الصراع خلف مواقفهم ومطالبهم وإصرارهم على عدم التنازل، فإنّ مصادر قريبة من محادثات الكويت تؤكّد أنّ مجال السلام ما يزال مفتوحا، وأن هناك قناعة راسخة لدى القوى الإقليمية ذات الصلة بالملف اليمني بوجوب مواصلة البحث عن حلّ سلمي يجنّب اليمن ويلات الحرب وبأنه لا حلّ للأزمة بغير المفاوضات. وقال ولد الشيخ، في بيان مقتضب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” إنه عقد اجتماعات وصفها ب”المهمة” مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، على هامش القمة العربية في نواكشوط التي اختتمت الإثنين، بينما تابع فريق عمله الجلسات مع وفدي الشرعية والانقلابيين في الكويت. ووفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية، فقد عقد المبعوث الأممي اجتماعا مع الرئيس هادي، تمت فيه مناقشة التطرق إلى آفاق السلام بين الأطراف اليمنية. وقال هادي خلال الاجتماع “كنّا ولازلنا وسنظل ننشد السلام، الذي للأسف لم يلاق حتى اللحظة القبول وحسن النوايا من قبل الانقلابيين الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح نتيجة لممارساتهم العدوانية على الأرض تجاه الشعب اليمني”، بحسب الوكالة نفسها. ومنذ 21 أبريل الماضي، تستضيف الكويت مشاورات سلام بين الأطراف اليمنية، لكن المشاورات التي ترعاها الأممالمتحدة لم تتوصل إلى اتفاق سلام حتى الآن، بسبب اتساع الهوة بين طرفي الأزمة. ودخلت تلك المشاورات في مرحلة توقف غير رسمي، منذ الأحد، بسبب القمة العربية في موريتانيا. والأسبوع الماضي، أمهلت الكويت الأطراف اليمنية مدة 15 يوما لحسم المشاورات، وإلا فإنها ستعتذر عن مواصلة استضافة المتحاورين، في تطور لافت أشّر على حجم الانسداد المهيمن على جلسات المشاورات، منذ استئنافها السبت قبل الماضي. وانعكست ملامح الانسداد في الملف السياسي في المشاورات على الوضع العسكري في الأراضي اليمنية، حيث شهدت الأيام الماضية تصعيدا عسكريا مفاجئا، أعاد أجواء الحرب إلى ما كانت عليه في أيامها الأولى، رغم استمرار قرار وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في العاشر من أبريل الماضي.