فتح الحارس باب مكتب بريد صنعاء، ولم تكن غير ثوانٍ معدودة وأصبحت صالة المكتب الكبيرة قد امتلأت عن آخرها بمئات اليمنيين المتدافعين، بحثاً عن رواتبهم التي طال أمد انتظارهم لها. مشهدهم وهم ينهمرون كالمطر الى الصالة كان في غاية الألم.. يحكي كيف وصل الحال بالعباد في ظل حكم المليشيا الى درجة من الفقر المدقع الذي لم يألفه اليمنيون منذ زمن زمن الإمامة البائد.
كانت هذه اللقطة باعثة للحسرة لدى كثيرين من الناشطين في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي. يقول أحدهم معلّقا على هذا المنظر الكئيب: أحرقتم الحرث والنسل، والآن وصل جبروتكم الى أقوات الناس، الله يرى، ورسوله، والملائكة، وعند الله الجزاء..
فيما قال آخر: يا الله سترك يا رب سترك في أي دوله،لم أصدق إن هذا سيحصل في بلادي إنهٌ عهد الحوثي لا غرابه إنها سلطة الحوثي الانقلابية، في حين تحدث آخر عن مجاعة قادمة قائلا: يا ناس.. المجاعة قادمة، اتقوا الله في البسطاء، والله لا نصر لكم وهو جوعى، كيف يمكن أن ينام صالح وعبدالملك هانئين وهؤلاء يكاد الجوع يقطع أوصالهم..
في ذات السياق تحدث ناشط عن هول المشهد قائلاً: تخيلوا معي.. كم عدد اللي في الصالة.. كثير صح؟ كل واحد منهم رب أسرة، تخيلوا الآن مرة ثانية كم الأسر التي تتزاحم في الصورة، الآن هذا حال بعض الأسر التي لها عائل.. ماذا عن ألاف وآلاف الأسر التي لا عائل لها.. تخيلتوا الآن حجم المأساة.. الله المنتقم.
يجدر الإشارة هنا الى أن المليشيا الانقلابية كانت قد أعلنت أن البنك المركزي اليمني قد تلقى إيداعات مالية بلغت المليارات استجابة لدعوة قائد المليشيا المتمردة عبدالملك الحوثي، وأن البنك أصبح قادراً على القيام بواجبه، غير أن عديد المصالح الحكومية لا تزال حتى الآن من دون مستحقات مالية، هذا بالإضافة الى قيام المليشيا قبل إيام باقتحام حوش المؤسسة العامة للاتصالات واعتقلت عدداً من الموظفين الذين أضربوا عن العمل وطالبوا بسداد ما على الدولة لهم.