فاجأ نائب الرئيس، ورئيس الوزراء السابق خالد محفوظ بحاح الجميع، حينما أعلن مساء اليوم الأحد، عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وصوله الى جمهورية ألمانيا الاتحادية. وقال بحاح أنه سيقوم برحلة الى عواصم عدة دول غربية وعربية بغرض " حشد الجهود الإنسانية للمساهمة في إغاثة المناطق المحتاجة، ودعم مشاريع إعادة الإعمار وعقد عدد من اللقاءات مع مجموعة من المنظمات والهيئات السياسية والمدنية "، بالإضافة الى "تحريك المياه الراكدة"، في إشارة الى عملية السلام المتعثرة ، بعد أن أعلنت الشرعية عبر الرئيس هادي رفض خطة المبعوث الدولي لليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، في حين أعلن الانقلابيون مساء اليوم قبولهم بما جاء فيها. وتثير تحركات الرجل الذي وصل الى منصب رئيس الحكومة بعد انقلاب ناجح أطاح بالرئيس هادي من سدة الحكم، وبحكومة التوافق الوطني التي كان يرأسها محمد سالم باسندوة، تثير توجسات لدى قطاع واسع من اليمنيين، إذ لا صفة سياسية أو حتى دبلوماسية يحملها الرجل بعد ان قام الرئيس عبدربه منصور هادي قبل حوالي عام بإقالته من رئاسة حكومة الشرعية وكذا من منصب نائب الرئيس، وعين خلفاً له الدكتور بن دغر والفريق علي محسن الأحمر لمنصب رئاسة الحكومة ونائب الرئيس على الترتيب. واختفى بحاح من المشهد السياسي اليمني كلياً منذ إطاحة هادي به، قبل أن يعود مجدداً للأضواء هذا اليوم، معلناً الاضطلاع بدور يماثل دور المبعوث الأممي ولد الشيخ، في سبيل إعادة دفة السلام الى المسار الصحيح، مؤكداً على ان المشهد السياسي الراهن" بحاجة إلى رؤى واقعية وجادّة للوصول إلى سلام مستدام، والتأسيس لمفهوم جديد يستفيد من أخطاء الماضي ويتجاوزها ". ويُفهم من كلمات الرجل على أنه يريد لعب دور ما في عملية التفاهمات التي تجري على قدم وساق في الغرف المغلقة للأطراف المعنية، وكذا أروقة المجتمع الدولي، غير أن كثيرين يرجحون أنه مدفوع من أطراف أخرى، خصوصاً مع تزايد ضغوطات المجتمع الدولي باتجاه قبول الشرعية لخطة السلام الأخيرة، في حين يرى البعض أن بحاح يحاول رد الصاع صاعين للرئيس هادي، والعمل على التأكد من إزاحته وإزاحة نائبه الأحمر من لعب دور مستقبلي، وهذا الرأي قد يبدو مترجماً لكلام الرجل الذي يتحدث عن "رؤى واقعية وجادة للسلام" قد يقصد بها أن هادي لابد أن يكون خارج اللعبة السياسية وفقاً للمعطيات الراهنة في الصراع القائم، وهو ما سيعني بأن الرجل الذي ألقى به هادي من الباب، قد يعود ليطيح به من النافذة.