عادت الأعمال القتالية في مختلف الجبهات في اليمن إلى ذروتها بعد تعثر الإعلان الرسمي عن هدنة جديدة والتي كان من المقرر سريانها ابتداء من أولى ساعات اليوم الجمعة. وأعلن المتحدث باسم التحالف، اللواء أحمد عسيري، استمرار العمليات العسكرية في اليمن إلى أن تتلقى قوات التحالف طلبا من الحكومة اليمنية الشرعية بوقف إطلاق النار. في سياق سياسي، طالبت الأممالمتحدة، جميع أطراف الصراع في اليمن، الالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية الذي كان مقررا دخوله حيز التنفيذ اعتبارا من ليل يوم أمس الخميس ، وفق اتفاق رعاه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع وفد الحوثيين المفاوض في العاصمة العمانية مسقط، غير أن الحكومة اليمنية وقوات التحالف لم تصادق رسميا على هذا المقترح حتى الآن. وبموجب شروط وأحكام اتفاق العاشر من أبريل الحالي لتفاهمات مسقط الأخيرة «تتعهد الحكومة اليمنية أولا بطلب اعتراف التحالف بقيادة السعودية على وقف إطلاق النار". وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، في تصريح للصحفيين الخميس "نحن نرغب من جميع الأطراف الالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية". وأضاف "نعتقد أنه ستكون خطوة مرحب بها إذا التزم أطراف الأزمة بذلك الاتفاق"، لكنة قال "لا توجد إشارة على الأرض تدل على التزام أصحاب المصلحة بالاتفاق، ونحن من جهتنا، سيواصل مبعوث الأمين العام إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد مساعيه بين أطراف الأزمة". وكان مسؤول رفيع في تحالف الحوثيين والرئيس السابق، قال في وقت سابق الخميس إن اتفاق وقف إطلاق النار في اليمن، سيدخل حيز التنفيذ مساء الخميس. غير أن قوات التحالف لم تعلن بعد موعدا محددا لسريان هذه الهدنة المثيرة للانقسام. وكان وزير الخارجية الامريكي جون كيري أعلن في تصريحات للصحفيين الثلاثاء إن جماعة الحوثيين والتحالف الذي تقوده السعودية اتفقا على وقف الأعمال القتالية في اليمن اعتبارا من اليوم الخميس. وقال كيري أيضا إن أطراف الصراع اتفقت على العمل من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، بحلول نهاية العام، لكن الحكومة اليمنية وصفت تلك التصريحات بأنها "زوبعة إعلامية " تهدف إلى إفشال مساعي السلام. وأمس الخميس قالت وكالة الأنباء الحكومية، إن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، تلقى تفسيرا أميركيا لتصريحات وزير الخارجية جون كيري حول الاتفاق المعلن بين الحوثيين وقوات التحالف، الذي فسر على أنه اقصاء للرئيس والحكومة المعترف بهما دوليا. وذكرت الوكالة الحكومية، أن هادي استقبل الخميس في مقر إقامته المؤقت بالرياض نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي تيم ليندر كينغ وسفير الولاياتالمتحدة لدى اليمن ماثيو تولر. ونقلت الوكالة عن الدبلوماسيين الأميركيين قولهما، "إن خارطة الطريق المعلن عنها، لا تعد اتفاقيه بل مرشد ودليل أولي لبدء واستئناف المفاوضات، دون تدخل أو ضغوط من أحد باعتبار الحل في النهاية يصنعه اليمنيون أنفسهم".