كشف تقرير حقوقي صادر عن مركز أبعاد للدراسات والبحوث بالتعاون مع مركز صنعاء الحقوقي، عن تسبب ميليشيات الحوثي و صالح بشكل مباشر في مقتل 11 ألفاً و500 مدني، بينهم 1460 طفلاً وامرأة، منذ انقلاب الميليشيات على الشرعية في الفترة بين 21 سبتمبر 2014 وحتى شهر أكتوبر 2016، فيما اتهمت قبائل في العاصمة اليمنيةصنعاء، الميليشيات باستدراج عدد من أبنائها القصر للقتال في صفوفها ضد قوات الشرعية. وفي التفاصيل، أشار التقرير إلى أن 11 ألفاً و244 مدني قتلوا على أيدي الميليشيات الانقلابية في عمليات اجتياحها للمدن بينهم 914 طفلاً و546 امرأة، فيما تم تقدير مقتل نحو 256 مدنياً نتيجة لزرع الألغام، التي أدت أيضاً إلى إصابة نحو 335 أغلبيتهم أصبحوا معاقين في خمس محافظات فقط هي لحجوعدن وأبين والضالع ومأرب، وخلال عام واحد بين يوليو 2015 ويونيو 2016، فيما هناك محافظات أخرى لم تضف للإحصائية كالبيضاء وحجة وعمران شهدت هي الأخرى سقوط العشرات من المدنيين نتيجة الألغام، ليصبح بذلك مجموع من قضوا على أيدي الميليشيات 11 ألفاً و500 مدني. ونبه التقرير إلى أن إحصاءات ضحايا القصف العشوائي والألغام والقتل المباشر من الميليشيات شملت المدنيين الذين قاوموا الانقلاب أثناء اجتياحه للمدن، لكنها لم تتضمن قتلى التشكيلات المسلحة سواء في إطار الفصائل العسكرية أو الجماعات الشعبية المسلحة المناصرة لها من طرفي الشرعية والانقلاب. وبحسب الإحصاءات التي تضمنها التقرير فقد جاءت محافظة تعز، وسط اليمن، على رأس قائمة أكثر المحافظات خسارة في أوساط المدنيين نتيجة للقصف العشوائي لميليشيات الحوثيين وقوات صالح على المدنيين بواقع 2709 قتلى، بينهم 332 طفلاً و156 امرأة، تلتها محافظة عدن بمقتل 1317 مدنياً، منهم 102 طفل و190 امرأة، ثم محافظة مأرب بمقتل 1312 مدنياً. وأوضح التقرير أن 34 ألفاً و620 مدنياً أصيبوا في عملية اجتياح واقتحام المدن من قبل ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح، بينهم 2812 طفلاً و2269 امرأة، في مختلف محافظاتاليمن. وأشار التقرير إلى أن عدد معتقلات وسجون الانقلابيين المعلنة التي يتم فيها إخفاء المختطفين بلغت 484 معتقلاً وسجناً، فيما هناك العشرات من المعتقلات السرية، في حين بلغ عدد نقاط الاختطاف في الجمهورية نحو 203 نقاط اختطاف، في الوقت الذي تنتشر المئات من نقاط التفتيش الموزعة في الشوارع الرئيسة والفرعية للمدن والشوارع الرابطة بين المحافظات التي تسيطر عليها. وأوضح التقرير في إحصاءاته تسجيل 12 ألفاً و261 حالة اختطاف للمدنيين، في حين لايزال هناك 25% منهم مختفين قسرياً لا أحد يعرف ظروف سجنهم، مشيراً إلى أنه تم وضع بعضهم دروعاً بشرية، وقد أدى ذلك إلى مقتل صحافيين وسياسيين في ذمار والحديدة وأماكن أخرى. وأشار التقرير الإحصائي إلى استهداف الميليشيات الانقلابية 5475 منشأة عامة و27 ألفاً و744 من الممتلكات الخاصة، وتنوع الاستهداف بين التدمير الكلي والجزئي وبين النهب والعبث بالمحتويات والاقتحامات والمداهمات والتفتيش وتخزين الأسلحة، بحيث كانت المؤسسات التعليمية والصحية الأكثر تضرراً من استهداف الميليشيات فقد تعرض نحو 1661 مرفقاً تعليمياً و1245 منشأة صحية للاستهداف عبر النهب أو القصف أو الاحتلال. كما أشار التقرير إلى أن محافظة مأرب التي أصبحت ملجأ للفارين من حكم الانقلابيين ومركزاً اقتصادياً وسياسياً مهماً للحكومة الشرعية تتعرض لقصف شبه يومي بصواريخ باليستية تفشل عادة بفعل وجود منظومة الدفاع الجوية باتريوت، التي جهزها التحالف العربي هناك وتصدت لما يقارب من 100 صاروخ باليستي. من ناحية أخرى، قال أحد شيوخ مديرية بلاد الروس جنوبصنعاء، مختار القشيبي، إن الميليشيات الانقلابية استدرجت مئات الأطفال من قرى المديرية وآخرها قرية الدار البيضاء للقتال في صفوفها، مشيراً إلى أن اتصالات مكثفة تجرى بين وجهاء وشيوخ قبائل طوق صنعاء لاتخاذ التدابير والترتيبات الممكنة لمواجهة استفزازات المتمردين وممارساتهم بهذا الشأن، التي وصفها بالخارجة عن تقاليد وأعراف القبائل. وتواصل الميليشيات تجنيد الأطفال قسراً والزجَّ بهم في جبهات القتال، وأكدت تقارير دولية أن ما لا يقل عن 5000 من مقاتلي الميليشيات هم من الأطفال الذين تم استدراجهم أو التغرير بهم وإرسالهم إلى جبهات القتال.