فجر القيادي المؤتمري والمذيع في قناة "اليمن اليوم" نبيل الصوفي مفاجأة من العيار الثقيل، كاشفاً عن خلافات في غاية الخطورة والعمق بين المؤتمر الشعبي العام والحوثيين. وفي منشور طويل نشره على صفحته بمنصة التواصل "فيس بوك" أكّد الصوفي الأنباء التي تحدثت عن تمسك الحوثيين بمنصب رئيس ما يسمى ب "المجلس السياسي الأعلى" على الرغم من انتهاء فترة رئاسة القيادي الحوثي "الصماد" قبل أيام. وبحسب اتفاق الشراكة في المجلس السياسي، والذي أعلنه الحوثيون وصالح قبل أشهر، فإنه كان من المفترض أن يتولى القيادي المؤتمري (قاسم لبوزه) رئاسة المجلس بعد انتهاء الفترة المخصصة لممثل الحوثيين (الصماد). وقال الصوفي: " نعم.. المؤتمر محرج يتحدث مع الحوثيين بخصوص رئاسة المجلس، ومنتظر يبادر الصماد ويعلن عن ذلك". وأضاف: "الحوثيين يتعمّدون تجاهل هذا الموضوع الهام، وفضلوا عدم مناقشتنا بالموضوع، بحيث يظل الصماد رئيساً للمجلس حتى بعد انتهاء فترته". وبخصوص اللجان التي تم تشكيلها بالاتفاق مع صالح قال الصوفي:" مع تشكيل اللجنة الاستشارية الامنية والعسكرية، اتفق المؤتمر وأنصار الله على اسماء محددة، وفي الاعلان اضاف أنصار الله اسماء لم يكونوا ضمن الاتفاق". مضيفاً: "قبل جريمة الصالة الكبرى، قاطع عبدالكريم أمير الدين، اجتماعات ذات اللجنة مطالبا بتغيير اللواء علي الجائفي"، بالرغم من أن ذات الشخص لا يمتلك أصلاً أي صفة عسكرية أو حكومية، بحسب وصفه. وكشف الصوفي كذلك عن محاولات حثيثة بذلها الحوثيون بغرض تعيين شقيق زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي (عبدالخالق) كقائد لقوات الاحتياط خلفاً للجائفي، والتي قوبلت حينها بالرفض التام من قبل صالح، فكتب قائلاً :" وضع الحرس معلق.. واصحاب المؤتمر يدالون أنصار الله لكي يتفقوا على اختيار قائد للمعسكر من قيادات الجيش، وحتى الاجهزة الامنية التي تتبع اتفاق الشراكة وتشكيل الحكومة وقد تم الاتفاق عليها اصلا، لم ينفذ الاتفاق بشأنها". وتابع قائلاً: " عبدالخالق يشتي له معسكر اسما ورسما، يعني للنفوذ السياسي للجماعة، تماماً كالفرقة الأولى مدرع، فلا تعطلوا الاحتياط، شوفوا للاحتياط عسكري من ابنائه وصمموا لعبدالخالق اللي يناسبه ويرضي شخصه وجماعته". لم تنتهي مفاجآت الصوفي عند هذا الحد، بل كشف أيضاً عن عدد من القصص الأخرى التي توضح مدى استخفاف الحوثيين بصالح وحزب المؤتمر، حيث دأبوا على إجراء تعيينات في مناصب حساسة ودون الرجوع للمؤتمر، ما يفتح علامات استفهام عن مدى تقبلهم للحزب الذي يقوده صالح كشريك في السلطة بعد الإنقلاب. وساق الصوفي أمثلة عدة عن تلك التعيينات الإنفرادية، والتي يرى بأنها تحاول كبح وتقييد سلطات حزبه، منها تعيين يحيى الشامي مساعداً للقائد العام للقوات المسلحة، وهو منصب لا معنى له سوى تكريس فكرة السيطرة على الجيش الموالي للإنقلاب، على الرغم من أن وزير الدفاع ذاته محسوب على المليشيا أيضاً، تلاه الحوثيون بإعلان رئيس لهيئة الأركان العامة، وهو شخص يدين بالولاء لهم. وابدى الصوفي سخطاً شديداً من هذه السياسات الإقصائية المتلاحقة والتي تطال حزب صالح، حيث قال: " بعد كم يوم من قرار الشامي، يعلن قرار تعيين رئيس لهيئة الاركان العامة. بالطبع اعلن عن الشخص المتفق عليه، بين الانصار والمؤتمر، ولكن يعني لاتعلن الا ماكان اتفاقا لشخص من أنصار الله، أما لما تم الاتفاق عليه منصبا واسما من غيرهم، فمش وقته، وبدون اي تبرير ولا توضيح.. واليوم تأتي عملية الانتقال، لتضاف الى المعلق من التنفيذ.. ويستمر المؤتمر، في مراضاة أنصار الله، وحكاية الشق والصف". وبلغة مليئة بالاحتقان وصف الصوفي ما يتعرض له المؤتمر من تسلط من قبل الحوثيين بأنه مشابه لما قام به الرئيس عبدربه منصور هادي بعد توليه السلطة في البلاد، مؤكداً بأن المؤتمر لن يستمر طويلاً في السكوت بحجة عدم شق الصف، قبل أن يختتم ساخراً :" اقترح سرعة التنازل لهادي واصحابه، فلعلهم هم الذين يمكن أن يثق أنصار الله بهم كطرف ثالث بينهم وبين المؤتمر، طالما والمؤتمر ما ابتلعش لهم".