ألقى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، خطابه الوداعي مع اقتراب موعد تسليمه السلطة لخلفه، دونالد ترامب، مطلقا جملة تحذيرات حول مستقبل الديمقراطية في أمريكا وكذلك مستقبل العلاقات بين الأقليات. ودعا حزبه الديمقراطي إلى الوحدة في مواجهة المستقبل، كما طالب الأقليات بفهم هواجس "الرجل الأبيض". ودعا الحزب الجمهوري إلى الوحدة في ظل الرئيس المقبل، دونالد ترامب قائلا: "الديمقراطية لا تتطلب تطابقا كاملا.. ولكنها تحتاج إلى مستويات حس مبدئي بالوحدة. المبدأ هو أننا رغم اختلافاتنا فنحن نخوض هذا الأمر معا، وأنا سننهض أو نسقط معا." وطالب أوباما الأمريكيين بتفهم بعضهم بشكل أفضل، مضيفا أن القوانين لن تكون كافية لتحقيق هذا الهدف، بل يجب دعمها بالحس الإنساني و"تغيير القلوب" كما قال، وتحدث عن المصاعب التي تواجهها الأقليات العرقية، ولكنه دعاها بالمقابل إلى تفهم "الرجل الأبيض الذي بلغ منتصف العمر" والذي يبدو من الخارج كأنه يحظى بكل المزايا في حين أنه بالواقع تعرض لهزات بدلت واقعه الاقتصادي والثقافي والتكنولوجي. رمزية خطاب أوباما الأخير تنبع من اختياره لمدينة شيكاغو وليس البيت الأبيض لإلقائه، إذ سبق أن شهدت هذه المدينة صعود نجمه السياسي كما شهدت إعلانه الفوز بالرئاسة في انتخابات عامي 2008 و2012، وقد احتشد في القاعدة أكثر من 20 ألف شخص من أنصاره لسماع الخطاب. وبرز خلال الكلمة أيضا هتاف بعض أنصار أوباما له، مطالبين إياه بالحكم ل"أربع سنوات إضافية" فرد الرئيس المنتهية ولايته بوضوح قائلا: "لا يمكنني فعل ذلك" باعتبار أن الأمر محظور دستوريا. وحذر أوباما من إمكانية أن تصاب الديمقراطية في أمريكا بالضعف، قائلا إن الديمقراطية "قد تنحني إذ قررت الاستسلام للخوف"، في إشارة منه إلى الفترة التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الأخيرة، كما اعتبر أن أمريكا لم تدخل بعد مرحلة "ما بعد العنصرية" كما كان متوقعا بعد وصوله للسلطة. وأكد " أوباما " في بداية كلمة الوداع الأخيرة " أن الولاياتالمتحدة هي اليوم "أفضل وأقوى" مما كانت عليه عندما اعتلى السلطة قبل ثمانية أعوام، داعيا المواطنين إلى الدفاع عن الديمقراطية , حسب وصفه . وقال " أوباما "إن التحدي الديمقراطي يعني "إما أن ننهض كلنا أو أن نسقط كلنا"، داعيا الأمريكيين إلى الوحدة "أيا تكن اختلافاتنا"، مع إقراره في الوقت نفسه بأن العنصرية لا تزال "عاملا تقسيميا" في المجتمع الأمريكي. وشدد الرئيس " أوباما " الذي سيغادر السلطة الجمعة بعد المقبلة وهو الرابع والأربعون للولايات المتحدة على الإنجازات التي تحققت خلال ولايتيه المتعاقبتين، معددا خصوصا خلق الوظائف وإصلاح نظام التأمين الصحي وتصفية أسامة بن لادن. وهاجم " أوباما " ترامب بشكل ضمني في خطابه حين تطرق في خطابه إلى التغير المناخي، مؤكدا أن إنكار هذه الحقيقة العلمية "خيانة للأجيال المقبلة", وهي الحقيقة التي ينكرها " ترامب " وأعلن أكثر من مرة أن الولاياتالمتحدة ستنسحب من اتفاقية التغير المناخي في باريس . وأضاف " أوباما "يمكننا ويتعين علينا أن نناقش الطريقة المثلى للتصدي لهذه المشكلة ولكن الاكتفاء بإنكار المشكلة لا يعني خيانة الأجيال المقبلة فحسب، وإنما أيضا خيانة جوهر روح الابتكار وإيجاد الحلول العملية للمشاكل، وهي الروح التي أرشدت آباءنا المؤسسين". وتسعى الدول إلى الحد من التسرب الملوث إلى الفضاء من المصانع المتواجدة داخل المدن حيثث تتضمن اتفاقية المناخ تقنين إنشاء الشركات والمصانع منعاً لتزايد ظاهرة الاحتباس الحراري التي تسببها أدخنة تلك المصانع بشكل متزايد سنويا. ويودع الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته الحياة السياسية في الولاياتالمتحدة، بعد ولايتين في البيت الأبيض، وفي سن ال55 عاما. ورافق أوباما زوجته ميشال، ونائبه جو بايدن، فيما نفدت البطاقات المجانية لحضور هذا الخطاب الأخير منذ أيام.