افتتح رئيس الجمهورية " عبدربه منصور هادي " صحيفة 26 سبتمبر بحلتها الجديدة بمقالة تدعوا إلى التلاحم الشعبي والتضحيات من أجل استعادة الدولة والقضاء على الكهنوت الحوثي . ووجه الرئيس هادي في مقالته عدة رسائل إلى أبناء الشعب اليمني ورجال القوات المسلحة والأمن والمقاومة الشعبية في مختلف المحافظات .
وقال رئيس الجمهورية : يسرني اليوم أن أخاطب حماة الوطن من أبناء جيشنا الوطني ومقاومته الباسلة الذي يجترحون المآثر ويصنعون الملاحم البطولية لعزة ونصرة الوطن. ورسموا ويرسمون بدمائهم الزكية خارطة النصر لوطنهم الاتحادي الجديد التي أرادت قوى الشر والطغيان الحوثي والمخلوع النكوص على اجماعه وتوافقه الوطني الذي اختاره ابناء شعبنا اليمني سبيلاً لرسم ملامح مستقبل وطنهم اليمني الاتحادي الجديد المبني على العدالة والشراكة والمساواة والحكم الرشيد. لقد أثبتم أيها الابطال وبمساندة دول التحالف العربي؛ وفي المقدمة المملكة العربية السعودية الشقيقة؛ ودولة الامارات العربية المتحدة أنكم عند مستوى المسؤولية؛ والحدث في الدفاع عن الأرض؛ والعرض، والتأكيد على وحدة اللحمة الوطنية الحقه التي أرادت قوى الظلام والكهنوت تمزيقها بأفكارهم الفئوية؛ وممارستهم ونهجهم المقيت. نعم لقد عشنا مخاضاً صعباً وقدمنا التضحيات في سبيل ذلك؛ إلاَّ انها تتضاءل أمام الهدف الأسمى لوطننا؛ وأمتنا في القضاء على الكهنوت وأذرعه؛ وأدواته؛ وأزلامه؛ ومن يمولهم؛ ويقف خلفهم في عداء لوطننا؛ ومحيطنا الإقليمي؛ وعمقنا وجوارنا الخليجي. ولعلها مناسبة سعيدة تبعث على الشعور بالغبطة والتفاؤل؛ ونحن نستعيد دولتنا، ومؤسساتنا الوطنية المختلفة من براثن الانقلابيين الذين استباحوا المدن والقرى؛ ودمروا الحجر والشجر؛ وقتلوا العُزّل والابرياء، واستأثروا بأموال الوطن؛ وقوت المواطن لمصلحة مجهودهم الحربي، وأفلسوا بالبنك المركزي قبل ان نستعيده الى حضن الوطن ليؤدي مهامه الوطنية من العاصمة المؤقتة عدن لمصلحة جميع ابناء الوطن. والحديث عن الممارسات الانقلابية؛ ومن والاهم كثيرة؛ ولا تُعد في ارتداد ونكوص على الثورة اليمنية؛ وأهدافها سبتمبر واكتوبر التي اسقطها الانقلابيين والمخلوع من اجندتهم قبل أن تُزال من ترويسات الصحف والمطبوعات التي عرفها شعبنا وحملت اسماء الثورة وأهدافها. نعم إنهم غزاة قادمون من الكهوف يريدون عودة عجلة التاريخ للوراء في تعارض للواقع ومعطياته التي لا تقبل سموم الماضي وأدرانه؛ ولا يمكن لفجر الحرية ونور الثورة أن ينطفى مهما حاول الطغاة والبغاة العبث، وزرع الاشواك التي حتما سترتد عليهم ليحصدوا مرارة وعلقم ما زرعوه في جسد الوطن الغالي والابي. نشد على أيادي حماة الوطن ونتطلع أن يستعيد إعلامنا الوطني والتعبوي عافيته لشحذ الهمم ورفع المعنويات ليواكب المآثر والتضحيات التي تقدم في ساحات الشرف والوغى. وختاما نقول لجميع أبناء شعبنا اليمني الصابر والمرابط من صعدة وحتى المهرة.. الى المقاومين الشرفاء الابطال في تعز؛ ومأرب؛ وشبوة؛ والبيضاء؛ والجوف؛ والبقع؛ وميدي؛ ونهم؛ وصرواح وكل المناطق التي تقاتل من اجل التحرير؛ والانعتاق من هذا الانقلاب الغاشم، تقاتل دفاعاً عن الأرض والعرض؛ والمشروع الوطني. الى أبناء شعبنا في عدن؛ وحضرموت؛ والضالع؛ ومأرب؛ والمهرة؛ ولحج؛ وابين؛ وشبوة؛ وسقطرى وكل المناطق المحررة .. الى أبناء شعبنا المغلوبين على أمرهم في صنعاء؛ والحديدة؛ وحجة؛ وباقي المناطق، سننتصر قريبا بإذن الله، ولن تستمر معاناتكم، ولن يطول صبركم، ولن تمرر المؤامرات ضد شعبنا. لقد رفضتم سابقاً كل المؤامرات وخرائط الأوهام التي تؤسس لدمار اكبر وصراع دموي أعنف.. لقد عاهدت أبناء شعبنا سابقا واليوم أجدد عهدي لكم، ومن على تراب أرضنا الطاهرة، أننا لن نفرط في دماء الشهداء الاحرار ولن نسلم اليمن لإيران وأدواتها؛ ولن نسمح للطائفيين والتكفيريين والإرهابيين العبث بحاضر ومستقبل شعبنا اليمني. ستبقى احلامكم هي احلامنا؛ وسيبقى صمودكم وثباتكم هو مددُنا.. سنعمل معاً ونبني بلدنا الاتحادية خطوة بخطوة حتى نراها واقعاً نعيشه، فلا يمكن ان نقبل تلغيم المستقبل وتأسيس حروب لا نهاية لها بعد كل هذه التضحيات.. شعبنا يستحق ان يعيش في عزة وكرامة ورخاء. وتعتب هذه هي المقالة الأولى للرئيس هادي منذ نهب الحوثيين للمؤسسة بعد اجتياحهم صنعاء أواخر سبتمبر 2014 وسيطرتهم على المؤسسات الصحفية اليمنية في العاصمة صنعاء