قال الكاتب البريطاني الشهير باتريك كوكبيرن، إن الحرب في اليمن معقدة ولن يفوز فيها أحد، مطالبًا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يبقى بعيدًا عنها. وتابع - في مقال نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، الجمعة: "إن أول عملية تقوم بها إدارة ترامب لمكافحة الإرهاب في اليمن كانت فاشلة بالنسبة للأمريكيين وأكثر سوءًا لليمنيين الذين تعرضوا للقتل والإصابة وترك منازلهم. وقال ان مشاركة أمريكا في تلك الحرب على تعقيداتها وما خلفته من دمار عبر سنوات، تشير إلى أن واشنطن ستجعل اليمن ساحة مواجهة مع إيران للتصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة, ولتحقيق هذا الغاية تدعم الولاياتالمتحدة المملكة العربية السعودية عسكريًا، والإمارات والحكومة اليمنية حتى يستطيعوا القضاء على الحوثيين الذي يمثلون قوة ميليشيا إضافة إلى قوات تابعة للجيش اليمني مازالت موالية للرئيس السابق على عبد الله صالح. وزعم الكاتب أنه رغم الادعاءات الخاصة بدعم إيران للحوثيين إلا أنه لا توجد أدلة على أن دعم طهران لهم يتخطى حدود الخطابات الدعائية، مشيرًا إلى أن الحرب في اليمن المستمرة خلال عامين تحولت إلى مأزق عسكري وجعلت 7 يمني على حافة المجاعة. ولفت الكاتب إلى أن إدارة ترامب تعتبر أن هجومها على اليمنيين بسبب الدعم للحوثيين عسكريًا، رغم محاصرة القوات السعودية لمنافذ اليمن البرية والبحرية والجوية، مشيرًا إلى أنه حتى شحنات الأغذية تجد طريقها بصعوبة إلى اليمنيين. وألمح الكاتب البريطاني إلى أنه بعد 9 أيام من تولي ترامب للسلطة تم إرسال 30 فردًا من القوات الخاصة الأمريكية لتنفيذ عملية عسكرية في محافظة البيضاء جنوبي البلاد في منطقة يعتقد أن أعضاء من تنظيم القاعدة يتواجدون فيها، مشيرًا إلى أن البنتاجون صرح بأنها كانت لجمع معلومات استخباراتية، ورغم ذلك فقد فشلت تلك العملية في قتل زعيم تنظيم "القاعدة في بلاد العرب" أو أسره. وتابع الكاتب: "أي كان الهدف وراء الهجمات فإنها تحولت إلى هجوم دموي حيث قتل 29 مدنيًا إضافة إلى أحد أفراد القوات الخاصة الأمريكية". وذكر الكاتب أن محاولة وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" شرح الهدف من الهجوم أو أسباب مقتل المدنيين تشبه محاولة تبرير قتل المدنيين والجرحى خلال نصف قرن مضى من العمليات التي تشارك فيها قوات أمريكية في أفغانستان والعراق وفيتنام. ونوه الكاتب إلى قول الجنرال جو فوتيل قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، أمام مجلس الشيوخ بأن ما بين 4 إلى 12 مدنيًا، قتلوا في تلك العملية، لكنه نفى في الوقت نفسه حدوث أي "قصور" أو "قرارات سيئة" أو "خطأ في التقدير".