يوم بعد آخر يتجلى التوجه الحوثي الطائفي الشيعي، الذي يحاول جاهداً استنساخ مجتمعات شيعية في اليمن , بالتزامن مع مسيرته الميليشية المسلحة. ويشكل تعيين الحوثيون المدعومين من القيادة السياسية والطائفية الإيرانية مفتي جديد لليمن موالي لإيران منعطًفا مهًما وخطًيرا في تاريخ الاستغلال السياسي للطائفية والمذهبية في اليمن . ومفتي الحوثيين الجديد العلامة المزعوم " شمس الدين محمد شرف الدين " من المعروفين بولائهم للحوثيين، وهو ايضا رئيس ما يسمى برابطة علماء اليمن التي شكلها الحوثيين مؤخرا كبديل لهيئة علماء اليمن، وهو من الخطباء المحرضين مع الحوثيين، والمدافعين عنهم، ولديه محاضرات تهاجم السعودية وعلمائها , و زار العراق، ووصل الى مرقد ما يسمى بالإمامين الكاظميين، وأدى مراسم الزيارة والدعاء، وألتقى وفداً من علماء الشيعة والصوفية هناك، ولديه ارتباطات بالعديد من القيادات الشيعية العراقيةوالإيرانية واللبنانية. و يرى مراقبون ان مفتي الحوثيين الذي نصبه الحوثيون مفتياً للديار اليمنية , ستبنى فتواه وفقا للمذهب الجعفري , بعد ان تخرج على يد المخابرات الايرانية في مدينة قم . واكد مراقبون ان قرار ما يسمى بالمجلس السياسي بتعيين هيئة افتاء جديدة ومفتي للديار اليمنية من أنصار إيران كما هو واضح في تصريحاتهم ومحاضراتهم من قبل ..يسعى الحوثيون من خلال هذا التعيين لاستكمال مصادرة المجال الديني بعد سيطرتهم على المساجد والخطاب الديني وذلك لفرض وتبرير ما يقومون به من أفعال وانتهاكات ضد خصومهم باعتبار ذلك دينا وعقيدة . وما تزال جماعة الحوثي التي تميل إلى الشيعة الاثنا عشرية تحاول جاهدة نشر الفكر المذهبي والطائفي ، وهو الأمر الذي دعا الغالبية العظمى من أبناء اليمن خاصة والوطن العربي عموماً، إلى رفض التمدد الحوثي في اليمن باعتباره تهديداً للكيان اليمني العربي المسلم. وأكد مختصون ان مفتي الدول الاسلامية عادة ما يكون من مذهب الاغلبية , وفي اليمن يجب ان يكون من اهل السنة والجماعة لانهم اكثر بثلاثة اضعاف من الحوثية والزيدية او الشيعة. واصبح اليمنيين اليوم يدركون أن الحوثيين يمثلون مشروًعا إمامًيا سلالًيا طائفًيا متخلًفا يهدد العقيدة والسلم الاجتماعي والأمن والاستقرار .