تلقى الرئيس السابق علي عبدالله صالح صفعة جديدة اليوم من حلفائه في الانقلاب مليشيا الحوثي، التي تحكم سيطرتها على مرافق ومؤسسات الدولة يوما بعد اخر ضاربة عرض الحائط بشراكتها واتفاقاتها مع حزب المؤتمر الشعبي العام. هزيمة صالح من حلفائه الحوثيين جاءت هذه المرة من جبهة هيئة التامينات والمعاشات والصراع الدائر منذ اسابيع على رئاستها، حيث يحاول الحوثيون فرض احد الموالين لهم والقيادي في جماعتهم عبدالسلام المحطوري رئيسا لها، بقوة السلاح واقتحام مسلحين من اتباعهم للهيئة ومنع رئيسها علي الشعور من ممارسة عمله والتمركز داخل مبنى الهيئة وحصارها. ورغم اخفاق كل وساطات اقناع الحوثيين في التخلي عن السيطرة على مؤسسة التامينات، واعتبار الاجراءات التي تمت في تعيين قيادي حوثي من قبل وزير الخدمة المدنية غير قانونية، والتوجيهات بذلك من رئيس ما يسمى المجلس السياسي الاعلى صالح الصماد رئيس المكتب السياسي للحوثيين، الا ان جماعة الحوثي اصرت على توجيه صفعة جديدة لحليفها الوحيد في الانقلاب على السلطة الشرعية. بن حبتور القيادي المؤتمري ورئيس ما يسمى بحكومة الانقاذ المشكلة من طرفي الانقلاب وغير المعترف بها دوليا، حاول اليوم مرة اخرى احياء اتفاقاتهم مع الحوثيين بالابقاء على رئيس الهيئة علي الشعور (مؤتمر) والممنوع من قبل مسلحي الحوثي من دخول الهيئة، والتقاه في رئاسة الوزراء واذاعت وكالة الانباء الرسمية الخاضعة لسيطرة الحوثيين خبر اللقاء، لكنها حذفته بعد دقائق معدودة من البث. وذكرت مصادر ل "المشهد اليمني"، ان حذف الخبر جاء بناءا على توجيهات من قيادات حوثية التي اكدت انها غير ملزمة بتطبيق أي اتفاق مع المؤتمر الشعبي العام بخصوص رئاسة هيئة التامينات، وان عبدالسلام المحطوري القيادي الحوثي هو رئيس الهيئة وليس علي الشعور. وأوضحت المصادر، ان حذف الخبر الذي نشر تحت عنوان "رئيس الوزراء يناقش مع رئيس هيئة التأمينات الجوانب المتصلة بصرف رواتب المتقاعدين"، تم دون الرجوع لرئاسة الوزراء ونفذت اوامر الحوثيين دون نقاش، لان وكالة سبأ يديرها قيادات حوثية (ضيف الله الشامي ومحمد عبدالقدوس). وأثار حذف الخبر من الموقع الالكتروني للوكالة، وكذا من الصفحات الخاصة بها على مواقع التواصل الاجتماعي، حفيظة حزب المؤتمر ووسائل اعلامه التي احتفت بالخبر، ثم صبت جام غضبها بعد حذفه على جماعة الحوثي، واعتبروا هذه الخطوة انتقاص سافر من مكانة رئيس الوزراء بحسب وصفهم، وانتهاك للقوانين الناظمة لعمل المؤسسات الاعلامية الحكومية. ومن جهة، فُهمت خطوة حذف خبر لقاء بن حبتور والشعور، بانها تأتي في سياق محاولات تجاوز اختصاصات المجلس السياسي الأعلى برئاسة صالح الصماد، الذي سبق ووجه مذكرة رسمية، بعدم قانونية قرار تعيين رئيس للهيئة، من جانب وزير الخدمة المدنية والتأمينات. وكانت مصادر خاصة كشفت في وقت سابق ل "المشهد اليمني"، اخفاق كل جهود الوساطات لاقناع مليشيا الحوثي باخراج مسلحيها من هيئة التامينات والمعاشات بالعاصمة صنعاء، حيث تسعى لفرض احد قياديها رئيسا لها بالقوة. وأكدت المصادر، ان المسلحين الحوثيين لازالوا يتحصنون داخل وخارج المبنى ويصرون على تسلم القيادي الحوثي عبدالسلام المحطوري رئاسة الهيئة بناءا على قرار غير قانوني ومخالف صادر من احد مواليهم والمسمى وزير الخدمة المدنية.. مشيرة الى ان هذا الاصرار من المؤكد انه بايعاز من قياداتهم في المكتب السياسي للحوثيين، رغم كل الوساطات والتدخلات من حليفهم حزب المؤتمر الشعبي العام لانهاء هذه المشكلة واخرها وساطة رئيس مجلس النواب والقيادي المؤتمري يحيى الراعي. ويسعى الحوثيون الى نهب أموال التأمينات، ومنها 200 مليون دولار أرصدة نقدية في حسابات الهيئة بفرع البنك المركزي اليمني في صنعاء. وما يحدث في هيئة التامينات والمعاشات ليس استثناءا عابر فقد سبق ذلك حالات كثيرة تم فيها الاعتداء من قبل مليشيا الحوثي على وزراء من حزب المؤتمر بينهم حسين حازب وزير التعليم العالي وشرف القليصي وزير الاوقاف والارشاد ووزير الصحة والسكان بن حفيظ. وتضاف هذه التراكمات الى حملات موازية يشنها الحوثيين ضد من اسموهم ب "الطابور الخامس" في اشارة الى حلفائهم في حزب المؤتمر الشعبي الذين ينتقدون فسادهم وعبثيتهم بالدولة ومؤسساتها واقصاء كوادرهم وتهميشها، لتضع مسمار جديد في نعش تحالف المصلحة بين طرفي الانقلاب (الحوثي وصالح).