يبدو ان الخلافات بين طرفي الانقلاب (الحوثي وصالح) وصلت الى نقطة اللاعودة ولم تعد تجدي معها الوساطات او محاولات الاخفاء والمكابرة، بعد ان اتسع "الخرق على الراتق"، وتذكر حلفاء اليوم عداوة الامس بينهم الراسخة بحروب صعدة الستة. واشتعلت حدة الخلافات بعد ان ادرك صالح واعضاء حزبه في المؤتمر الشعبي العام، انهم باتوا هدفا للتهميش والاقصاء في الوظائف العامة وسلب الصلاحيات من قبل شريكهم في الانقلاب جماعة الحوثي، والتي تستخدم لفرض سلطتها على حلفائها قوة السلاح وعناصر مليشياتها الحاضرة لتنفيذ اي قرار بقوة العصابة. واقدم مسلحو الحوثي الذين يسيطرون للاسبوع الثاني على التوالي على مبنى الهيئة العامة للتامينات والمعاشات، على اشهار السلاح في وجه رئيسها علي الشعور (المنتمي لحزب صالح) ومنعوه من العودة لعمله رغم الوساطات والتوجيهات واخرها من الاجتماع المشترك لما يسمى المجلس السياسي الاعلى وحكومة الانقاذ امس. وقال عاملون في الهيئة ل "المشهد اليمني"، ان علي الشعور رئيس الهيئة حاول اليوم دخول مبنى الهيئة العامة للتامينات والمعاشات بناءا على قرار الاجتماع المشترك امس للمجلس السياسي والحكومة، لكن مسلحو الحوثي المتمركزين داخل الهيئة لفرض احد قياديهم عبدالسلام المحطوري رئيسا لها منعوه من الدخول واشهروا السلاح في وجهه. وأكد العاملون، ان مسلحو الحوثي اجبروه على المغادرة مع موظفي الهيئة الذين استمروا في اضرابهم بعد ان توهموا بان هؤلاء المسلحين سيستجيبون لتوجيهات الصماد وبن حبتور. وكانت نقابة الهيئة العامة للتامينات والمعاشات اعلنت استمرار الإضراب الشامل عن العمل بالمركز والفروع حتى إشعار آخر، احتجاجا على ما تعرضت له الهيئة من اقتحام وحصار من قبل مليشيا حوثية مسلحة لفرض تعيين احد القيادات الموالية لها عبدالسلام المحطوري رئيسا للهيئة في قرار اعتبرته مخالف قانونيا ودستوريا. وطالب أمين عام نقابة الهيئة العامة كمال حسن مجلس الوزراء بتحمل مسؤولياتهم القانونية بإنقاذ الهيئة من انجرارها وراء أي تداعيات سياسية.. داعيا الى تجنيب العمل التامين اي صراع سياسي.. مشيرا الى ان الهيئة تقدم خدماتها لنحو 650 الف مؤمن عليه و130 ألف متقاعد مع من يعولونهم. وكانت مصادر خاصة كشفت في وقت سابق ل "المشهد اليمني"، اخفاق كل جهود الوساطات لاقناع مليشيا الحوثي باخراج مسلحيها من هيئة التامينات والمعاشات بالعاصمة صنعاء، حيث تسعى لفرض احد قياديها رئيسا لها بالقوة. وأكدت المصادر، ان المسلحين الحوثيين لازالوا يتحصنون داخل وخارج المبنى ويصرون على تسلم القيادي الحوثي عبدالسلام المحطوري رئاسة الهيئة بناءا على قرار غير قانوني ومخالف صادر من احد مواليهم والمسمى وزير الخدمة المدنية.. مشيرة الى ان هذا الاصرار من المؤكد انه بايعاز من قياداتهم في المكتب السياسي للحوثيين، رغم كل الوساطات والتدخلات من حليفهم حزب المؤتمر الشعبي العام لانهاء هذه المشكلة واخرها وساطة رئيس مجلس النواب والقيادي المؤتمري يحيى الراعي. ويسعى الحوثيون الى نهب أموال التأمينات، ومنها 200 مليون دولار أرصدة نقدية في حسابات الهيئة بفرع البنك المركزي اليمني في صنعاء. وما يحدث في هيئة التامينات والمعاشات ليس استثناءا عابر فقد سبق ذلك حالات كثيرة تم فيها الاعتداء من قبل مليشيا الحوثي على وزراء من حزب المؤتمر بينهم حسين حازب وزير التعليم العالي وشرف القليصي وزير الاوقاف والارشاد ووزير الصحة والسكان بن حفيظ.