(نبض وياسمين).. كُتبت هذه الكلمة على كل مكان، وقلوب الناس تفيض بأمل كبير، إن هذه الكلمة لوطبقت ونجحت سيرحل عنهم كل شيء، ودفعوا فاتورة هذه الأحلام من كل شيء، ابتداءً بفلذات أكبادهم، وانتهاء بتشردهم وفقرهم، وفي النهاية، تقاسموا كل شيء حتى أنفاسنا، وتحاصصوا حتى مسام جلدنا، والباقي الله يفتح عليهم.. وأقُصي من أقصي، وعاش من عاش، ومات من مات، وامتلأت جيوب وفضيت أخرى، وقالوا سيأتي كل ما نحلم به، وإذا بنا لا نتجرأ حتى على الحلم، حياتنا مسلسل رعب ممتد، يبدأ مع كل فجر نخاف فيه أن نتنفس، وليت الحال توقف عند فقدنا للأمان، وإهدار الدماء، لكنه وصل حد أن نداس نحن المواطنين بالأقدام، ليطلع على ظهورنا مجموعة من البشر، الذين لا يشبهون البشر في شيء، فشيء لن يسكت عنه أحد، حتى الشوارع والأشجار والاحجار والجبال، فقد صبرنا بما فيه الكفاية على السابقين أملاً باللاحقين، وإذا بنا من هالك لمالك وتبقى الآن قابض الأرواح، وهو الحل الوحيد لعذاباتنا هذه.. ليتكم سمعتم صوت أم استشهد ولدها، وهي تجهز لزفافه، ورأيتم ماذا فعلتم، وكيف تروي بدموعها، ثوب زفافه، وسريره ودسماله، وتنوح وتحترق، وأنتم تتقاتلون على الكراسي، اللعنة التي لا تغني ولا تسمن من جوع بالنسبة لنا، لتكفنه وهو يغرق في دمائه، وقد عاد من المكلا جثة هامدة، لم يتبق منه إلا شبه أشلاء، لتزفه لقبره، بدلاً من أن تزفه لعروسه، وتموت بعده بيومين فقط، هذه هي الانجازات العظيمة.. ومن المؤسف وضع أناس في غير أماكنهم، وهم لا يستحقون الحياة وليس الأماكن، بحجة تغيير المغير، لتحقيق النجاح المأمول، ونحن حقول تجارب فقط، تماماً كتلك الفئران، التي يستخدمها الأجانب في تجاربهم المخبرية، وربما الفئران أحسن منا حالاً، لأنها لا تشعر أنها أداة للتجارب فقط.. وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد، لكن أن تكمم الأفواه، وتتحول وسائل الإعلام لسجون، فهذا أمر لا يسكت عنه، وأن تصمت أقلامنا، هذا لا يعني أنه ستتوقف قلوبنا عن النبض، وعقولنا عن التفكير، فإغلاق أي قناة رسمية أو خاصة، لا يعني أن ذلك حل، لأي مشكلة من المشاكل، بالعكس يلفت الانتباه، لأن الممنوع مرغوب، ولأن الظلم لا يعكس إلا الظلم، ليدافع المظلوم عن نفسه، حتى لو كان ظالماً، فهل من المعقول أن الدول المدنية، هذه هي إنجازاتها، نهب وسلب وتقييد كل الناس، سواء أكانوا على حق أم باطل، ان هذا الإجراء استنكره كل الناس باختلاف كل الفئات، وإن كان لابد من إغلاق بعض القنوات فيجب النظر إلى القنوات الأخرى، ومتابعة كل ما تبثه من حقيقة وخيال، وتأديبها بنفس الطريقة، مادامت هذه هي الطريقة الوحيدة، التي تستخدمها دولتنا المدنية الحديثة، فغداً ماذا ننتظر..؟!! أعتقد اننا بحاجة لثورة حقيقية، لا جيش فيها ولا مشائخ، نقتلع بها كل شجرة مريضة من جذورها بأظافرنا، ونحرق فيها هذه الكراسي التي تدوس على نبضات قلوبنا، لقد ضقنا ذرعاً، فحالنا الذي نعيشه لا يشبه كل ما مرت به دول العالم من أزمات، لذا نحن بحاجة لهذه الثورة وبأقرب فرصة، فاستعدوا.. استعدوا.. * المنتصف