(نبض وياسمين).. باختصار.. لو تأملنا في جزئية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المذكورة، لوجدنا أن هذا هو حال حكومتنا الجديدة القديمة، المدنية اسماً، والجاهلية قولاً وعملاً، حكومة النفاق التي ترى لكل واحد فيها، أكان حوتاً كبيراً أم سمكة صغيرة ألف وجه، وألف اسم، وألف رصيد.. فمن كان يتخيل أن يصل بنا الجهل، وبحكومتنا الرشيدة للحد الذي تتسرب فيه أسئلة امتحانات وزارية، مما يؤدي لتأجيل الامتحان، ولو حصل هذا أثناء قيادة الحكومة السابقة لقامت ثورة، لكن في ظل حكومتنا الحالية، تبرر كل الأخطاء والتجاوزات والاختراقات والفشل بأنه من أفاعيل النظام السابق، في حين أننا جميعاً نعرف كيف سربت؟! وما كان من وزير التربية والتعليم إلا أن يكتب نماذج جديدة، ويؤجل الامتحانات، وكأن شيئاً لم يكن، فحتى لو كانت هذه الجريمة من أفاعيل النظام السابق، فأين الحيطة والحذر والقوانين، التي لا تسمح لأحد باختراق هذا النظام.. فضائح هذه الحكومة المحكومة من البطل القومي رئيس الوزراء (بابا سنفور)، المحكوم من أشخاص يعدون بالأصابع، بلغت حداً لا يطاق، وكل واحدة أفظع وأشنع من سابقاتها، وآخرها وأشنعها فضيحة التربية والتعليم، الوزارة التي أقصُي منها الشرفاء واستبدلوا بفاسدين في مناصب مديري عموم وهم لا يحملون حتى الثانوية ناهيك عن عدم خبرتهم الإدارية في مجال التعليم. وبمنتهى قلة الحياء والإحساس، يحاسبون الناس على عدم إطالة اللحية، والصلاة في الجوامع، وهم من ينهبون حتى أنفاسنا، فمن يصدق، أنه لأجل حفيد أحدهم، تسرب الأسئلة، والطلاب.. الذين ضحوا ب12 عاماً، وقبلهم أهلهم الذين ذاقوا الأمرين، ليصل أولادهم لهذا العام، والوزارة الفاشلة المتخلفة، لا تفعل شيئاً يجدي بعد تسريب الامتحانات، إلا أن تؤجل الامتحانات، التي يغش فيها الطلاب أصلاً، ويفتحون الكتب، ويكتبون ما شاءوا، وعلى مرأى ومسمع من العالم... لو كان في قلوب وعقول مسؤولي الحكومة، شيء من الحياء، لقرروا إلغاء الامتحانات، وأخرجوا الفاعلين، وعاقبوهم على مرأى ومسمع من الناس، على الأقل ليقول الناس (فعلوا ما عليهم) لكن أن يقابلوا الناس بهذه الوقاحة، ويؤجلوا الامتحانات، ويكتبوا نماذج جديدة، وكأن شيئاً لم يكن، وكأننا أمامهم حيوانات، أو بقايا بشر لا حقوق لنا، فجريمة تدل على الأخلاق العالية، التي وصلوا إليها، أين الحياء من الله قبل الناس، أين الاحساس حتى بآدمية هؤلاء الطلاب، الذين يمشون على أقدامهم في القرى لساعات ليصلوا إلى مراكز الامتحانات، وأولاد المسؤولين الفاشلين المتخلفين عقلياً، الذين يقضون السنة بين السفريات والشوارع والتلفونات والقصات والموضات، يأخذون دفاتر جاهزة، قد لا يتعبون حتى بكتابة أسمائهم عليها، بكل وقاحة يأخذون المعدلات، وتعطى لهم المنح دون سواهم من الطلاب المجتهدين من أنباء الفقراء والكادحين الذين ليس لديهم وساطات حزبية أو قبلية. * المنتصف