هذه ليست تسميتي وحدي، لأن هذا العام حمل لي شيئاً ساراً، لكنها تسمية الكثير من المواطنين ، الذين يعيشون هذا الشهر، كل أنواع الهموم والأحزان. فالاختبارات الوزارية هي أشبه بقنبلة (هيروشيما)، التي تحط على رؤوس الأهالي لتدمر كل شيء، لاسيما طلاب الثانوية العامة، الذين يعتبرون هذا العام هو عام فاصل في حياتهم، فضلاً عن ضغط الأهالي الذين يريدون أن يغيظوا الناس بولدهم فيسحقوه سحقاً ليأتي بمعدل يدخل الطب، على مستوى الطب العظيم في بلادنا، فيحملوا أبناءهم ما لا طاقة لهم به، ليصلوا إلى قاعة الامتحانات وكأنهم داخلون على جهنم، وينظرون للأوراق كالناظر لقبره، وينتهي المشهد بالمراقب الذي يدفع له الجميع، وليقرأ الغش كما لو كان يقرأ محاضرة، ورئيس اللجنة الذي يسعر لكل مادة تسعيرة.. ومن يمكنه أن ينسيني هذا المشهد ونحن في الريف كيف كان يسحب رئيس اللجنة دفتري ويعطيه لابنة المسؤول لتكتب ما تشاء وتعيده لي، وبعد انتهاء الامتحان ينزع غلاف دفتري، ليغطي غلاف دفترها، ويضاف لدفتري غلاف آخر، وهكذا نشرب الحزن مع حليب أمهاتنا في هذه البلاد، ويكون هذا هو الحصاد، فعلى وزير التربية والتعليم أن لا يتعب نفسه ب4 نماذج ، فلو فرض 20أنموذجاً فلا فائدة، لأنه يعالج السطح وفي العمق ألف كارثة، تودي بكل شيء فينا إلى الهلاك.. هذا في جهة واحدة من المشهد ، وفي الناحية الثانية تأتي المناهج بكل ما تحمل من تشوه وحشر.. هذا فضلاً عن التدريس، وما يمارسه المعلمون من طرق في تدريسهم، طرق تجعل من الطالب يعتبر المدرسة مجرد مكان للعقاب، معتقل صغير ما إن تنتهي الحصة حتى يفر الطالب كما لو كان مأسوراً في «أبو غريب» مما عاشه من عنف لفظي وجسدي و..و..و.. ويتجسد هذا في الأرياف بشكل مخيف ومرعب، لدرجة أن الكثير من الطلاب في الأرياف يتسربون من التعليم، ويعودون للعمل في أي مجال، فحتى المتفوقين منهم تقتل مواهبهم وقدراتهم، وهكذا يكتمل المشهد، المشهد المريع لكل تلك المشاهد، ونصل إلى شلل تام في كل مناحي العملية التعليمية، التي تنتهي بعام الحزن والهم والمصائب التي نصل إليها.. وهذا هو سر فشل كل ما في حياتنا بشكل أو بآخر، بأن التعليم في بلادنا فاشل، من المدرس والمنهج والاختبارات والتعيينات والمختصين والمدارس والجامعات و..و..و ومن الله نسأل الفرج والعون..