بدأ العد التنازلي , وفتحت الامتحانات أبوابها لاستقبال الطلبة الذين باتوا يعيشون هماً كبيراً مع اقتراب ساعة الصفر. فقد أصبحت الامتحانات موسم يتكرر، ولقاء يتجدد، و هي مصدر قلق و توتر و رهبة لبعض الطلاب المقصِّرين في الاستعداد لها باكرا، و فرصة سانحة للمراجعة وتثبيت المعلومات عند الجادِّين من الطلاب، و هي أيضا لحظات استنفار، و أيام اجتهاد، لكل المعنيِّين بها بدءا بالطالب، و الأسرة، و القائمين عليها. فعليها تتوقف ثمرة المجهود، و حصاد العام، يبدي الطالب فيها حصيلته، و يظهر حقيقة ما اكتسبه وتبقى الاختبارات الجامعية أهم مرحلة في تحديد مستقبل الطالب الجامعي للولوج في مضمار الحياة العملية بمعدل يجعل الوظيفة تبحث عنه قبل أن يبحث هو عن الوظيفة. ماذا تعني الاختبارات لطلبة الجامعة ؟؟ وماذا أعدت قيادة جامعة تعز لإنجاح عملية الاختبارات؟؟ ستخبرنا به السطور التالية ... مازلنا نخاف عندما تتجول في ساحات الجامعة يشد انتباهك الكثير من الطلبة وهم يصارعون الخوف والقلق والحزن وخصوصاً في الساعات الأولى لدخول الاختبارات ويشد انتباهك أن الخوف يسيطر على طلبة جامعيين رغم سنهم الكبير ولذلك كان لنا بداية الحديث مع هاله فؤاد سعيد المستوى الثالث - علوم قالت: رغم أنني قد وصلت إلى نهاية المشوار ومع ذلك مازلت اشعر برهبة غريبة وخوف شديد من اختبارات الجامعة فمثلاً أن تكون الأسئلة خارج المقرر أو ضيق الوقت أو تكون الأسئلة صعبة جداً والدكتور عصبي وغير متفاهم أو ان يكون المراقب كالساعة التي لا تتوقف في التنبيه عن مرور الوقت ، كل تلك الأشياء تجعلنا نعيش جواً من القلق على مدار الاختبارات . (الوقت اكبر شيء يقلقنا في الاختبارات) هكذا بدأ حديثه معاذ عبدالله الحامدي – المستوى الثاني - علوم - يواصل حديثه : فكل شيء محسوب عليك بالوقت ، أكلك – نومك – حديثك- جلوسك - ، وكذلك تحديد اختبارات الجامعة بساعتين مع أن هناك بعض الاختبارات تحتاج إلى ثلاث ساعات كأقل تقدير ..وضيف إلى ذلك المراقب المزعج الذي لا يمر دقيقة إلى وهو ينبهك بالوقت الباقي وبذلك أصبحت معقد من الوقت وسيكون غريمي الوحيد أمام الله والناس إذا رسبت الوقت. أما منال عبد الرحمن القاسم – المستوى الأول - تربية فقالت : اشعر بقلق وخوف غير طبيعي وخصوصاً أنني في السنة الأولى ولا اعرف ما هي متطلبات اختبارات الجامعة ولا حتى كيف تتم ومع ذلك اكبر خوف ممكن اشعر به هو أن افشل في اختبارات الترم الأول هذا ولا استطيع مواصلة الدراسة فيه. حلم يهدده الإزعاج سهام عبدالحق – المستوى الأول - علوم إدارية ، قالت: الجامعة ليست مجرد مرحلة فقط بل حلم لا بد من الاعتناء به واهم جزء حتى يتحقق حلم النجاح هو الاختبارات الفصلية والتي يضع كل فرد مننا عليها الآمال والمنى . وكم نتمنى من إدارة الجامعة عندما تختار الملاحظين أن تختار أناس عاقلين وعند مستوى المسئولية وليس ملاحظين مزعجين وبصراحة مع أول يوم اختبار أزعجنا الملاحظ بالتنبيه للوقت بكل دقيقة وثانية. محاربة الغش وفي الحديث عن ظاهرة الغش وجهود جامعة تعز التي تبذل للقضاء عليها تحدث الدكتور مهيوب البحيري نائب رئيس الجامعة لشئون الطلبة : إن جامعة تعز كإحدى مؤسسات التعليم العالي تُعتبر المركز الرئيسي والأساسي الذي يُلقى على عاتقها واجب وطني وقومي في إعداد العقول النيرة وتأهيلها تأهيلاً علمياً صحيحاًًً من خلال زرع الثقافة والمحبة والإخاء والتسامح والولاء للوطن وهي الرافد الأساسي والأول الذي يتحمل أمانة بناء هذا الوطن المجيد للمحافظة على وحدته وأمنه واستقراره، إذ أن الأجيال التي تؤهلها الجامعة هي أجيال الوحدة و المستقبل والمجد والعطاء التي من واجبها نحو هذا الوطن بنائه وإرساء قواعد التعمير والانطلاق نحو آفاق المستقبل الزاهر فالطبيب والمهندس والمربي والمعلم والفنان والأديب والمحامي والقاضي والأخصائي وغيرهم، هم أبناء الجامعة ومخرجاتها وهم الذين يرتقون بالوطن إلى آفاق المجد والرخاء . واستشعاراًً للمسئولية فإن قيادة جامعة تعز تعمل جاهدةً لتهيئة البيئة المناسبة لنجاح الاختبارات وخصوصاً انه تقدم للاختبارات للفصل الدراسي الأول 2010 - 2011م ما يقارب 28000طالب وطالبة من مختلف التخصصات ،وابرز ظاهرة نعمل جاهدين للحد منها هي ظاهرة الغش ،فالغش في الامتحانات من الظواهر السلبية التي أصبحت تثير اهتمام المسئولين والمربين والأكاديميين ، و المؤسف حقيقة ً أن التطور التكنولوجي وانتشار الوسائل التقنية جعل هذه الظاهرة ازدادت تفشياً بين الطلاب والطالبات بسبب استخدامهم الخاطئ لتلك الوسائل رغبةًً في تحقيق الفوز وبأية وسيلة ، ومع الأسف الشديد أن بعض من طلابنا لديهم قناعة أن الغش أصبح حقاً مكتسباً للذين اعتادوا حشو أوراقهم بما أعدوه من وسائل الغش وأساليبه في جميع مراحل حياتهم. ونحن إذ نشد على أيادي القائمين على عملية الامتحانات في محافظة تعز لما اتخذوه من تدابير في سبيل الحد من الغش ومحاربة هذه الظاهرة كواجب ديني مقدس لإخراج جيل جديد قادر على الإبداع من خلال التراكم المعرفي الحقيقي خلال فترة التعليم ، وتسخير ذلك التحصيل العلمي في الحياة العملية . الملاحظون أهم أدوات الاختبارات سمير الصغير مدير إدارة الامتحانات كان له تصريح حول عملية انتقاء الملاحظين الذين يتم اختيارهم بطريقة دقيقة تساعد الطلبة على التركيز أثناء الاختبارات ، حيث تحدث قائلاً : نحن نعمل مع الملاحظين اجتماعات نوجه من خلالها العديد من التوجيهات والإرشادات في التعامل مع القوانين واللوائح الخاصة بالجامعة ومن أهمها حالات الغش والتعامل مها وكذلك العقوبات التي قد يتعرض لها الملاحظ إذا تهاون أو ساعد في عملية الغش، فلو قام بتسهيل أو ممارسة أو نقل بيانات أو مساعدة الطالب على الغش فإنه يتم الاستغناء عنه ووضعه في القائمة السوداء والتي لا يحق له بعدها الملاحظة نهائياً وبالإضافة إلى إحالته إلى الجهات المختصة بحسب الواقعة أو المخالفة .. والطالب إذا وجد تصرف غير مسئول من الملاحظ فعليه أن يبلغ الجهات المعنية مع إننا في السنوات الأخيرة نحاول نحمي الملاحظ من الطالب !!! وبالأول والأخير نجاح عملية الاختبارات قائم على تكامل الجهود فينبغي على الطلاب الالتزام بالهدوء وممارسة العادات الحميدة ، وعلى الملاحظين العمل وفق اللوائح الامتحانية في الجامعة . نشر ثقافة الامتحانات تعتبر كلية التربية من أبرز الكليات في جامعة تعز من حيث عدد الطلبة والتخصصات المختلفة وكادر التدريس ولذلك تسعى دائماً لأن تنجح عملية الاختبارات بأي طريقة ... ولذلك كان لنا حديث مع الدكتور عبدالرقيب السماوي عضو لجنة الكنترول ومسئول لجنة المتابعة والملاحظة حيث قال: الاختبارات هي المرحلة التي يتم من خلالها قياس مستوى التحصيل الأكاديمي للطالب – وهذه المرحلة لها طابع خاص تحتاج إلى إدارة وضبط ومتابعة وتضافر جميع الجهود في الكلية خصوصاً أن كلية التربية العدد فيها كبير جداً، وحقيقة استطعنا في الفترة الأخيرة أن ننشر نوع من ثقافة الامتحانات خصوصاً عند المستويات الأولى ، وفي هذا العام تم تجديد محتويات دليل الطالب الجامعي وتم إضافة تعريف الطالب الجامعي بحقوقه وواجباته في الاختبارات والتي لم تكن موجودة في السنوات الماضية ، وكذلك التوعية التي كانت في الأسبوع الاستقبالي والأسبوع الإرشادي كان له دور كبير جداً في خلق نوع من الثقافة لدى الطالب. إشراك الطالب في تقييم الامتحانات ونحن في هذا العام نسعى إلى تشكيل لجنة تعمل عملية تقييم لسير الامتحانات وسيتم من خلالها إشراك الطالب بالحوار والمطالبة بكل ما يرى انه سيساعد في تطوير سير عملية الاختبارات . القلق من منظور نفسي د. حجي إبراهيم الزويد ..أستاذ الطب النفسي – جامعة القاهرة تحدث إلينا : يعيش الطلبة قبل أيام الامتحانات فترة من الترويح والرفاهية يصرفونها خارج مجال المذاكرة, كاللعب ومشاهدة برامج التلفزيون أو متابعة برامج الحاسب الآلي, و الخروج للتنزه, ومع قرب الامتحانات يسعى الجميع إلى إيقاف ذلك كله بشكل مفاجئ دون المرور بفترة انتقالية, لذا نرى الطالب يمنع نفسه من ممارسة بعض الأنشطة مثل :منع اللعب مثل ألعاب “ السوني” مثلا حتى نهاية الامتحانات ، وكذلك من تشغيل الكمبيوتر ، والتشدد الزائد في منع متابعة برامج التلفاز ، ومنع الخروج من البيت ، ومنع استخدام الهاتف....وغيرها. من الناحية الأخرى, تسعى الأسرة إلى إحكام الطوق على حرية أبنائها, من خلال الرقابة المحكمة التي لن تسمح لهم بإضاعة دقيقة خارج نطاق المذاكرة, ولذا نجد أن الأبوين يفرطان في توجيه عبارات التوبيخ واللوم للطالب عند وجوده يتابع برنامجا تلفزيونيا, أو انشغاله بالمكالمات الهاتفية, طالبين منه المكوث في غرفة المذاكرة, وعدم مغادرتها إلا للأشياء الملحة كالأكل والصلاة, وما شابه ذلك. إن هذا المنهج خاطئ من ناحية نفسية ومن ناحية تربوية, فهو يزيد من القلق النفسي لدى الطالب ويجعله أكثر توترا. صحيح أنه على الطالب أن يصرف جزءا كبيرا من وقته - ولا سيما في الأيام القريبة من الامتحانات - في المطالعة, ولكنه بحاجة أيضا إلى فترات للترويح عن النفس, ليعود إلى المذاكرة مرة أخرى بنفس أكثر تجددا, وهذا يزيد من فاعلية المذاكرة. إن للعامل النفسي دوره الفاعل في زيادة الاستيعاب والتحصيل, فإذا كان الطالب يعيش أجواء مشحونة بالتوتر النفسي, فإن عطاءه الدراسي سيكون أقل, وهذا سينعكس بدوره على نتائج الامتحانات لديه. المذاكرة المتواصلة لا تحقق تفوقاً ويضيف الدكتور الزويد: إن المذاكرة المتواصلة تشكل عبئاً نفسياً على الطالب, شأنها شأن الأعمال الذهنية الأخرى, لأن للمرء طاقة تركيزية معينة - تختلف سعة وضيقا بين أفراد البشر - تقل مع الاستمرار في المذاكرة. لذا على الطالب أن يأخذ قسطاً من الراحة ليصرف ذهنه إلى شيء آخر, ويعود بعدها إلى المذاكرة أكثر نشاطا وأكثر استيعابا ، لقد أثبتت المذاكرة المتواصلة فشلها في تحقيق إبداع وتفوق دراسي. القلق يقلل التركيز ينبغي ألا يكون هناك إفراط أو تفريط فيما يتعلق بالوقت المتاح للمذاكرة, بمعنى أنه مع قرب أيام الامتحانات ينبغي أن يكون جل الوقت مصروفا للمذاكرة, ولكن يتخلل ذلك أشياء ترفيهية لمدة ربع ساعة أو نصف ساعة على سبيل المثال ، إن القلق يقلل من التركيز, والذي سينعكس سلبا على نتائج الامتحانات, لذا وجب إتباع الأنشطة التي تخفف من درجة هذا القلق, والتي بالتالي تزيد من درجة التركيز والاستيعاب. مراحل المذاكرة إن عملية المذاكرة السليمة تمر في مراحل ثلاث: المرحلة الأولى : مرحلة دخول المعلومة . المرحلة الثانية : استقرار وتخزين المعلومة . المرحلة الثالثة : استرجاع المعلومة . إن فعالية المرحلتين الأوليتين يحتاج إلى وجود جو نفسي هادىء, غير مشحون بالقلق المفرط, وإلا أضحى النسيان هو النتيجة. تعزيز الإرادة وعن نصيحته للطلبة يقول الدكتور حجي كمعالجين نفسيين نبدأ بالدين كعلاج قوي المفعول في تقوية الإرادة وشحذ الهمة والدعوة إلى الصبر وعدم اليأس، فالدين يمنح الإنسان قوة معنوية تحصنه من الهواجس والهموم والقلق الزائد والتوتر، ناصحين الطلبة بالآتي: أولاً : بالاستعانة بالصبر والصلاة والذكر والقرآن. ثانياً : تنظيم الأوقات والأفكار والمكان الذي يذاكر فيه لتحقيق الراحة النفسية. ثالثاً : نيل قسط كاف من النوم يوميا، خاصة ليلة الامتحان وتجنب فكرة السهر حتى الصباح. رابعاً : تجنب تعاطي المنبهات خاصة ليلاً، وينصح بعدم تناولها بعد العاشرة ليلاً، وهى كما هو معروف تشمل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية، (أي كل المشروبات التي تحتوي على الكافيين). خامساً : أخذ حمام دافئ وكوب لبن دافئ ثم الذهاب إلى الفراش مباشرة بعد الحمام من أجل المحافظة على هدوء الجسم وصفاء الذهن. سادساً : تجنب الأكل قبل النوم مباشرة، ويفضل أن تكون آخر وجبة قد تم تناولها قبل النوم بساعتين على الأقل. سابعاً: عدم تغيير مكان النوم في تلك الفترة، لأن تغيير مكان النوم قد يكون من مسببات القلق والنوم غير الهادىء.