يترقب سكان العاصمة الليبية طرابلس أن تهتز أركان مدينتهم من تحت أقدامهم بين اللحظة والأخرى، بينما امتدت السنة اللهب بفعل القصف المتبادل بين المليشيات المتناحرة في محيط مطار طرابلس لتطال خزان وقو ثان يحتوي على 6 ملايين لتر من المحروقات. واعلنت الحكومة الليبية الاثنين ان الوضع اصبح "خطيرا جدا" بعد اندلاع النيران في خزان ثان للوقود، فيما لا يزال رجال الاطفاء يعملون على اخماد حريق هائل في خزان اول قرب طرابلس. وقالت الحكومة ان الوضع "اصبح خطيرا جدا بعد اندلاع النيران في الخزان الثاني للمشتقات النفطية" وحذرت "من كارثة انسانية وبيئية يصعب التكهن بعواقبها" داعية "جميع الاطراف المتنازعة لوقف اطلاق النار فورا". وقال المتحدث باسم "المؤسسة الوطنية للنفط" في ليبيا محمد الحراري إن النيران اشتعلت في الخزان إثر اصابته بصاروخ، محذرا من خطر امتداد النيران إلى بقية الخزانات المجاورة. وأضاف "إذا حصل هذا الأمر هناك خطر في حصول انفجار ضخم من شأنه أن يلحق أضرارا بمنطقة شعاعها يمتد لما بين 3 إلى 5 كلم". وتقع الخزانات على طريق المطار حيث تدور في محيطه معارك شرسة بين ميليشيات متنازعة منذ 13 تموز/يوليو. وتحتوي الخزانات مجتمعة اكثر من 90 مليون ليتر من الوقود، إضافة الى خزان للغاز المنزلي بحسب المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا. ويخزن الوقود والغاز المنزلي في طرابلس، في موقع واحد تديره شركة البريقة العامة المسؤولة عن توزيع مشتقات النفط والغاز. ويعمل رجال الاطفاء منذ مساء الاحد على اخماد النيران بوسائل محدودة. لكن المعارك التي تدور بالقرب من الموقع اضطرتهم الى مغادرة المكان مرات عدة. ويشهد مطار طرابلس الدولي منذ أسبوعين اشتباكات مسلحة عنيفة بين ثوار الزنتان، الذين يسيطرون عليه، وقوات "غرفة عمليات ثوار ليبيا" وبعض من ثوار مصراتة ومدن الغرب الليبي، في محاولة لإخراج ثوار الزنتان من المطار الذي يشرفون على تأمينه منذ تحرير طرابلس في آب/أغسطس 2011 من قوات القذافي. وقال مصدر بوزارة الصحة الليبية تعليقا على نتائج المعارك المتواصلة في محيط مطار طرابلس، إن الحصيلة ارتفعت، منذ بداية الاشتباكات قبل أسبوعين حتى مساء الأحد، إلى 97 قتيلا و404 مصابين. والثلاثاء، تحطمت طائرة عسكرية ليبية مشاركة في العمليات العسكرية الى جانب قوات اللواء المنشق خليفة حفتر الثلاثاء في بنغازي شرق ليبيا التي تشهد مواجهات عنيفة كما قال شاهد ومصدر عسكري. وتمكن الطيار من القفز بالمظلة وهو "سالم" كما قال العميد الركن صقر الجروشي "قائد العمليات الجوية" لدى القوات الموالية للواء المنشق خليفة حفتر. وقال الجروشي "لا نعلم بعد ما اذا كان عطلا فنيا او اذا كانت الطائرة اصيبت برصاصة طائشة". وبحسب شاهد فان الطائرة كانت تشن ضربات على مواقع مجموعات اسلامية قبل تحطمها. وقال انه شاهد الطيار يقفز بالمظلة قبل سقوط الطائرة. وتدور معارك في بنغازي منذ نهاية الاسبوع بين مجموعات اسلامية والجيش وكذلك قوات اللواء حفتر. وشنت كتائب مسلحة من الثوار السابقين السبت هجوما على مقر قيادة القوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني جنوب وسط مدينة بنغازي. وكتائب الثوار السابقين في مدينة بنغازي أعلنت في 20 حزيران/يونيو عن تأسيس "مجلس شورى ثوار بنغازي". وجاء في بيان تأسيسه أن "ثوار المدينة أسسوا مجلسهم هذا بعد أن تخلى من أوكلت إليهم مسؤولية حماية المدينة وحفظ أمن أهلها، وبعد أن أعلنت الحرب القذرة على ثوارها وأبنائها الشرفاء لإسقاط مشروعهم وخيانة دماء الشهداء تقبلهم الله". وكان "مجلس شورى ثوار بنغازي" أعلن الخميس اقتحامه عددا من معسكرات الجيش الليبي وسيطرته عليها وهي مقر اللواء 319 مشاة، ومقر الكتيبة 36 الصاعقة، ومعسكر الدفاع الجوي، إضافة إلى إعلانه السيطرة على مقر الكتيبة 21 التابعة للصاعقة وجميعها في محيط منطقة بوعطني حيث تدور الاشتباكات. وذكرت مصادر طبية ليبية محلية إن نحو 40 شخصا قتلوا وأصيب نحو 60 آخرين بجروح في اشتباكات عنيفة بين الجيش ومتشددين اسلاميين في بنغازي شرق البلاد الأحد. وأكد مصدر مُقرب من أسرة الزهاوي مقتل شقيق المسؤول العام لتنظيم "أنصار الشريعة" بليبيا محمد الزهاوي. وقال إن أحمد علي محمد مصباح الزهاوي لقى حتفه السبت في الاشتباكات المسلحة التي تشهدها منطقة بو عطني في مدينة بنغازي. يذكر أن بنغازي تشهد معارك بين قوات "عملية الكرامة" بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، القائد السابق للقوات البرية الليبية، وبين تنظيم أنصار الشريعة المتشدد والجماعات المتحالفة معه منذ منتصف شهر أيار/مايو. وأعلن حفتر أن هدفه تطهير ليبيا من المتطرفين.