دعت جبهة النصرة - ذراع تنظيم القاعدة في سوريا- المسلمين السنة في لبنان لمناصرتها قبل أن "يدفعوا الثمن" وقالت إن الفترة القادمة ستكون حاسمة تجاه كل من وقف مع الجيش اللبناني. جاء هذا في تسجيل قالت الجبهة إنه يظهر عددا من الجنود اللبنانيين الذين أسرتهم خلال اجتياح بلدة حدودية الشهر الماضي. ولم يتسن على الفور التحقق من صحة التسجيل، وهددت بانهم قد "يدفعون ثمن" تورط حزب الله بالنزاع في سوريا. وتبلغ مدة الشريط نحو ثلاثين دقيقة ويظهر فيه المحتجزون جالسين بالقرب من علم لجبهة النصرة. ويسمع احد الجنود يتساءل قائلا "ما ذنبي انا لادفع ثمن تصرفات حزب الله" في اشارة الى مشاركة حزب الله في القتال الى جانب النظام في سوريا. ويزداد انزلاق لبنان إلى الحرب الأهلية المستعرة في جارتها سوريا التي ذهب إليها مقاتلون من حزب الله الشيعي اللبناني وبعض السنة اللبنانيين للقتال إلى جانب طرفي الصراع الذي أودى بحياة ما يزيد على 170 ألف شخص. وقتل مئات في لبنان خلال الثلاث سنوات والنصف الماضية في هجمات بالصواريخ أو في انفجار سيارات ملغومة أو اشتباكات بالأسلحة النارية مرتبطة بالصراع السوري. وفي الشهر الماضي سيطر متشددون إسلاميون بينهم مقاتلو جبهة النصرة على بلدة عرسال الحدودية لأيام. وأسر المتشددون عددا من أفراد قوات الأمن خلال الاجتياح، ولايزال أكثر من 20 منهم في أيديهم. ويطالب المتشددون ومن بينهم أيضا أفراد من تنظيم الدولة الإسلامية بتبادل الأسرى. وبثت جبهة النصرة الجمعة تسجيلا مصورا يظهر عددا من الأسرى وهم يشجبون جماعة حزب الله لتأييدها الرئيس السوري بشار الأسد الذي ينتمي للأقلية العلوية. ويحمل التسجيل صوتا يوجه "نداء" إلى "أهل السنة في لبنان" ويقول "أنتم منا ونحن منكم. انصروا أهلكم في سوريا وكونوا عونا لهم وأدركوا أنفسكم قبل أن تدفعوا أنتم الثمن بتورطكم بحرب في صف الجيش اللبناني ضد إخوانكم المجاهدين أو تدفعون الثمن كما دفعه قبلكم أهل السنة في سوريا بتسلط النصيرية 'العلويين' والرافضة (الشيعة' عليكم". وحذر أيضا التسجيل الشيعة و"كافة الطوائف في لبنان" من مناصرة حزب الله، وقال الصوت المسجل "إياكم ثم إياكم أن تنصروا حزب إيران فإن سكوتكم عن جرائمه قد يحسب عليكم فتدفعون أنتم الثمن.. فاحذروا غضبة المظلوم". وطالب التسجيل علماء المسلمين في العالم "بتبيان حال الجيش اللبناني حتى لا يلبس على أهل السنة لأن المرحلة القادمة ستكون حاسمة بإذن الله تجاه كل من ينتمي أو يقف في صف هؤلاء المجرمين". ومن بين الجنود الأسرى سنة وشيعة ومسيحيون وهم أكبر ثلاث طوائف في لبنان. وقطعت عائلات الجنود الأسرى طرقا في لبنان احتجاجا على خطى المفاوضات التي أخفقت حتى الآن في الإفراج عن ذويها. وبعثت الجبهة برسائل الاحد إلى كل من الشيعة والسنة والمسيحيين في لبنان، فخاطبت أبناء الطائفة الشيعية، قائلة: "إنا نعلمكم أن حملتنا العسكرية من أجل تحرير قرى القلمون ستبدأ بإذن الله في الأيام المقبلات وإن أي تواجد لأبنائكم من الرافضة في صفوف عدونا فمعنى ذلك أنكم قضيتم حتف أبنائكم الذي بين أيدينا وقد أعذر من أنذر". وتوجهت إلى "حزب الله" اللبناني بالقول: "غدا ستكشف الحقيقة المرة ويفضحكم أتباعكم الذين ذهبتم بفلذات أكبادهم إلى معركة خاسرة". وفي هذا السياق، قال مصدر قيادي في "النصرة" إن البيان واضح بأن أي مشاركة ل "حزب الله" في المعارك ضدنا في القلمون "سيضطرنا لقتل الأسرى الشيعة لدينا". وتوجهت الجبهة ب "رسالة إلى أهل السنة"، موضحة:"قمنا بإطلاق سراح أبنائكم كعربون محبة لكم فأنتم أهلنا وأنتم منا ونحن منكم" في إشارة إلى الجنود السنة الخمسة الذين أطلقت سراحهم صباح اليوم. وخاطبت الجبهة المسيحيين قائلة "إنا نتوجه إلى عقلاء النصارى بأن تنزعوا شرارة الحرب التي يريد التيار الوطني الحر جركم إليها"، في إشارة إلى التيار السياسي المسيحي العريض الذي يتزعمه النائب ميشيل عون حليف "حزب الله" في صفوف فريق "8 آذار" المؤيد لنظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.