تبادلت السلطات الحكومية اليمنية وجماعة أنصار الله "الحوثيين"، الاتهامات بشأن أعمال عنف واشتباكات اندلعت، الثلاثاء، في منطقة "حزيز"، المدخل الجنوبي للعاصمة صنعاء، حيث يخيم الآلاف من الموالين للجماعة للمطالبة بإلغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات "الجرعة"، وإسقاط الحكومة، وتنفيذ مخرجات الحوار. واتهم مصدر مسؤول باللجنة الأمنية العليا، العناصر التابعة لجماعة الحوثي المسلحة، بالإقدام والاعتداء على محطة الكهرباء في المنطقة والتمركز في عدد من المنشآت الحكومية والخدمية، منوهاً أن ذلك يأتي استمراراً للأعمال التي وصفها ب"الخارجة عن القانون". ونقلت وكالة "سبأ" الرسمية عن المصدر: أن "تلك العناصر هاجمت نقطة تفتيش تابعة لمعسكر قوات الاحتياط، وتمركزت أمام معسكر السواد من الجهة الشرقية وحول نادي الفروسية، كما قامت باقتحام مدرسة الوحدة بحي الوحدة حزيز، ومدرسة عبداللطيف حمد، الكائنة أمام مستشفى 48 ومدرسة الحسين بحزيز". وكانت مصادر متطابقة قالت لوكالة "خبر" الثلاثاء: إن اشتباكات اندلعت بين أفراد نقطة "ضبوة" ومسلحين قبليين كانوا في طريقهم إلى العاصمة صنعاء. واندلعت تلك المواجهات بعد ساعات من أعمال عنف وقعت أمام مبنى رئاسة الوزراء وسط العاصمة راح ضحيتها ستة متظاهرين و"مسعف" يعمل سائقاً لإحدى سيارات الإسعاف، فيما أصيب العشرات، جراء منع الجنود المتظاهرين من التقدم نحو مبنى رئاسة الحكومة. وبحسب الوكالة الرسمية، فقد أضاف المصدر: أن "عناصر الحوثي استخدمت في الهجوم، أسلحة خفيفة ومتوسطة وقذائف "آر بي جي" نتج عنها مقتل شخص وجرح 15 آخرين من المواطنين، وكذا أفراد من الأمن والقوات المسلحة تم إسعافهم إلى مستشفى 48، بالإضافة إلى إحراق طقم عسكري وانقلاب آخر". وأكد المصدر أن "الأجهزة الأمنية والعسكرية تمكنت من التصدي لتلك العناصر وأخرجتها من مدرستي الوحدة وعبداللطيف اللتين تمركزت فيهما، في حين فرت تلك المجاميع الخارجة عن القانون ودخلت إلى بعض المباني المطلة على خط الأربعين شمال شرق محطة حزيز". وأهاب المصدر الرسمي المواطنين بعدم السماح للعناصر الخارجة عن القانون الدخول إلى المباني والمساكن الخاصة بهم، مؤكداً في الوقت ذاته أن الأجهزة الأمنية والعسكرية ستقوم بالرد على مصادر النيران، حفاظاً على الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمواطنين. وكشف مصدر خاص لوكالة "خبر" عن مخاوف من وقوع أي حرائق أو انفجارات جراء تسرب "الوقود" من الخزانات التابعة لمحطة الكهرباء بسبب تعرضها للرصاص خلال اشتباكات الثلاثاء. وأوضح أن بعض خزانات الوقود تضررت جراء إصابتها بأعيرة نارية عقب الاشتباكات التي وقعت في المنطقة بين قوات الجيش ومسلحين حوثيين. من جانبه قال الناطق الرسمي لأنصار الله، محمد عبدالسلام: "إنه وبعد "المجزرة المروعة" التي ارتكبتها السلطة بحق المتظاهرين أمام مجلس الوزراء، تحركت قوة عسكرية عصر أمس (الثلاثاء) باتجاه مخيم الاعتصام بمنطقة حزيز من أجل الاعتداء على المعتصمين وإزالة المخيمات". وأضاف عبدالسلام - في تصريحات صحفية: ولكون السلطة لم تحترم الخيار السلمي بعد عدوانها على المتظاهرين في شارع المطار والعدل وأمام مجلس الوزراء ولكي لاتتكرر المآسي مرة أخرى، قامت المجاميع الشعبية المعنية بحراسة المخيم برد تلك الحملة، وكانت النتائج، إحراق ثلاث مدرعات وثلاثة أطقم ورشاش 23 وثلاثة رشاشات 12 وتكبد المعتدون خسائر فادحة - حد قوله.