(أمفل وامبارود) طبعاً أنا لا أقصد بالعنوان من فخامة الرئيس، حفظه الله، أن يحوّل لي مبلغاً من المبالغ التي يتم صرفها من الرئاسة، سواءً عبر المصارف المالية المتوافرة في المحافظات، أو يداً بيد للصحفيين والإعلاميين المصطفين حول الثورة والجمهورية والوحدة.. أنا هنا عندما أقول له حوّل، فهي بمعنى.. اسمع.. ركز.. مخمخ.. التفت.. فأنت رئيس كل اليمنيين، فلا تقف موقف المحايد مما هو حاصل.. لا تدعمم يا رجل، افعل شيئاً يسجله التاريخ باسم عبدربه منصور هادي إن شاء الله حتى (تتخاوص مخاوصة) من أجل إنقاذ هذا البلد المتعب والذاهب في ستين داهية. فخامة الرئيس: دعك من فكرة الاصطفاف الوطني التي تظهر المواطن البسيط والمعدم جداً جداً بموقع المجرم لمطالبته ببقاء الجرعة التي قسمت ظهره.. أنا عندما أقول المواطن البسيط فأنا لا أقصد المحتجين في شارع المطار.. بل أقصد كل مواطن يمني مهما كان انتماؤه.. بحجر الله يا فندم لا تصدق من يقول لك إن الاصطفاف هو الحل وأن اليمن ومواطنيها بخير.. لا تتقوقع في مكانك معتمداً على أخبار المقربين ووسائل إعلامهم، فلا اليمن بخير ولا مواطنوها يعيشون حياة رفاهية.. فالرفاهية لدى اليمني البسيط عامة مصطلح لا يعرف معناه ولم يصادفه بحياته، أما المثقف اليمني النظيف فهو مجرد مصطلح يسمع عنه عبر التلفاز إذا توافرت لديه الكهرباء بالصدفة ليشاهد، مثلاً، تقريراً إخبارياً في إحدى القنوات عن البقر السويسري المرفه والمدلل من قبل الحكومة السويسرية في سويسرا.. فتجده تلقائياً يعض بأسنانه على شفاهه عضة قوية مختلطة بالشعور بالغبن ويردد قائلاً (ربي اجعلني ثوراً بين أبقار سويسرا)!! فخامة الرئيس: بدلاً من الصرفيات والنثريات الرئاسية التي يتم صرفها على الموالين للجمهورية والوحدة من الإعلاميين والمصطفين والمزمرين والتي تصل بمئات الملايين شهرياً لماذا، مثلاً، لا تفكر تدخل هكبة (جمعية) وتقوم بجمع هذه المبالغ وتشتري بها دقيقاً وتوزعه وتفرح كل أسرة بكيس دقيق شهرياً، يمين لتلاقي الشعب كله مصطفين حولك وما بيفارقوك حتى دقيقة، وكله منك يا دقيق.. موش تجي تصدق الخبرة المصطفين حولك وتعلن قرارات التقشف ويخلوك بعدما توقع.. ويحرفوا ما هو مكتوب بآخر القرار ويرجع مكتوب (ويسري هذا القرار على الشعب من تاريخ صدوره)!! معانا وزير تهامي بيقرحوه علينا جو!! جمعني مقيل مع بعض نشطاء الحراك التهامي.. لا أنكر أني كنت مشغول الفكر أثناء تلك الجلسة وغائب عن نقاشهم تماماً، وكل ما أقوم به هو هز رأسي فقط كتأكيد مني أنني حاضر معهم وبقوة، بينما كان عقلي يهتز هو وحده على مطبات الجرعة.. لم يطل شرودي عنهم كثيراً، فقد أعادتني جملة أحدهم عندما ارتفع صوته أثناء النقاش قائلاً: (قلدكم الله، بلد حدوده من ميدي إلى المخا وما فيش معاه في الدولة حتى سفير)! استفزتني هذه الجملة من الشخص الذي اعتبرته ناكراً لما تقدمه الدولة لتهامة وأهلها.. وباغته برد مني قائلاً له: شكلك لم تقرأ خبر المصدر الذي قال إن رئيس الوزراء الجديد سيكون مفاجأة.. مادام مفاجأة يعني سيكون من تهامة.. نعم، قلتها هكذا، رغم أن إبليس، لحظتها، كان يقوم بمهمة شيطانية بداخلي، حيث كان يوسوس لي قائلاً: (اعقل يا جني، قلك رئيس الوزراء من تهامة.. معاكم وزير في الحكومة وبتشكيل حكومة جديدة بيقرحوه عليكم جو). * المنتصف