زاحم النفوذ والدور الخارجي بعضه بعضاً في اليمن باتجاه رسم وإعادة تشكيل صيغ علاقات وتحالفات على خارطة مشهد سياسي تعمه الفوضى وبلا ملامح. العامل الخارجي ذاته كان حاضراً وبقوة في مشهد (بدا للبعض مباغتاً) جمع بين قوسيه جماعتي "السيد والمرشد" في ضيافة الأول بصعدة. خطوة التقارب بين جماعتي أنصار الله وحزب الإصلاح وزيارة وفد قيادي من الحزب إلى صعدة للقاء زعيم الجماعة السيد عبدالملك الحوثي، لا تزال محط اهتمام ومداولات الإعلام، كما أن الجدل حولها مستمر أيضاً سواءً على مستوى حزب الإصلاح وناشطيه وقياداته أو في الوسط السياسي والإعلامي اليمني، إلا أن الجديد يتعلق بمعلومات (خاصة) وللمرة الأولى تسلط الضوء على جانب مهم من خلفيات الخطوة ودوافعها المباشرة، حيث الفعل لا يخلو من دافعية مردها الولاياتالمتحدةالأمريكية وسفارتها بصنعاء. أوساط دبلوماسية عاملة في اليمن (غربية)، أكدت دخول الولاياتالمتحدةالأمريكية على الخط وأعطت إشارة حاسمة وملزمة على شكل توصية أمريكية مستعجلة تلقتها القيادة العليا ل(إخوان اليمن) أو حزب التجمع اليمني للإصلاح، مهدت الطريق من صنعاء إلى صعدة أمام الأخير والذي لم يتردد في أخذ الرحلة للقاء السيد أو زعيم أنصار الله. وحصلت "المنتصف" على معلومات (خاصة) من أوساط دبلوماسية بأن السفير الأمريكي بصنعاء شخصياً أبلغ قيادة الإصلاح بصفة رسمية بضرورة أخذ "خطوات عملية باتجاه الحوثيين" وإنهاء حالة العداء والقطيعة، منبهاً من "تدهور مؤشرات حضور وقابلية استمرارية الحزب شعبياً". وتنقل المصادر عن سفير واشنطنبصنعاء ماثيو تولر قوله لقيادة الإصلاح: "وضع الحزب لا يبعث على الاطمئنان، ويجب أن تتواصلوا مع الحوثي لإنهاء العداء وأخذ خطوات سياسية فعالة وسريعة". وجدد المؤتمر الشعبي العام الترحيب بالتقارب بين جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحزب التجمع اليمني للإصلاح، معتبراً ذلك خطوة "إيجابية" تنسجم مع مفهومه ودعوته إلى "المصالحة الوطنية الشاملة". ورحبت القيادة العليا للمؤتمر "اللجنة العامة"، في اجتماع برئاسة الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر، "بالاتفاق الذي انعقد بين الأخوة في أنصار الله وحزب التجمع اليمني للإصلاح، والذي حقق تصالحاً بين الطرفين بعد خصومة". وكان قد التقى وفد من قيادات حزب الإصلاح العليا، الخميس، السيد عبدالملك الحوثي، زعيم أنصار الله بصعدة، وأعلن كل من الحزب والجماعة في بيانين منفصلين، أن اللقاء هدف إلى "طي صفحة الماضي والتوجه نحو بناء الثقة، والتعاون في بناء الدولة، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، واتفاق السلم والشراكة". ورأت اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام "في هذا الاتفاق خطوة إيجابية على طريق المصالحة الوطنية الشاملة التي سبق وأن دعا لها المؤتمر الشعبي العام مراراً وما زال يبذل جهوداً من أجلها, حيث تزداد يوماً بعد يوم الحاجة الوطنية لعقدها بين مختلف الأطراف والقوى كسبيل لتجاوز الأزمة وتحقيق الاستقرار." وعقب الإعلان عن اللقاء، يوم الخميس، وفي أول ردة فعل لأكبر الأحزاب اليمنية، بارك المؤتمر الشعبي العام، برئاسة الزعيم علي عبدالله صالح، التقارب الذي أعلن مساء الجمعة، بين التجمع اليمني للإصلاح وأنصار الله، بعد زيارة قام بها وفد إصلاحي إلى صعدة، ولقائه زعيم الجماعة السيد عبدالملك الحوثي. وقال الناطق الرسمي باسم المؤتمر وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي، عبده الجندي لوكالة "خبر": "إن المؤتمر الشعبي كان ولا يزال داعياً الى مصالحة وطنية لا يُستثنى منها أحد".. مضيفاً، في تصريح لوكالة "خبر": "أن المصالحة الوطنية الشاملة تؤدي إلى اصطفاف وطني داعم للحكومة في تنفيذ سياساتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية". واعتبر الجندي، أن لقاء وفد الإصلاح مع أنصار الله، خطوة في الاتجاه الصحيح تنقل التجربة الديمقراطية اليمنية من واقع الأزمات الناتجة عن الصراعات والحروب الدامية والمدمرة إلى واقع تتقدم فيه رحمة الخلاف على لعنة الكراهية والحقد. قال رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاح، زيد الشامي: إن موقف المؤتمر الشعبي العام بخصوص التقارب بين الإصلاح وجماعة أنصار الله هو المطلوب. وأوضح الشامي، في تصريح لوكالة "خبر"، أنه من المتوقع والمطلوب من كل القوى السياسية التي تحرص على الوئام والاستقرار أن تبارك التقارب بين الإصلاح وجماعة أنصار الله. وأكد، على ضرورة التعاون بين كافة القوى السياسية، للخروج من الأزمات المتتالية التي مر بها اليمن.