هل يعقل أن يسافر جلال هادي لزيارة العائلة في طائرة رئاسية هي بوينغ- 747 جمبو صيانتها والتأمين عليها يكلفنا ثلاثة أضعاف طائرة الرئيسة جويس باندا بملاوي, وليس له دخل في مهمات الدولة. قبل عدة سنوات تم طرد وزير في حكومة سكسونيا الداخل في ألمانيا من الحكومة بسبب أنه اشترى تذكرة طيران "بأسعار مخفضة فقط للوزراء" لابنه الذي ليس له صلة في الحكومة. الابن استفاد فقط من التخفيض إنما القيمة دفعها أبوه من جيبه. رئيس ألمانيا يوهنس راو، قدم اعتذاراً رسمياً عام 2003 بسبب انه استخدم الطائرة الرئاسية الصغيرة في رحلة من برلين إلى همبورج لحضور حفلة عيد ميلاد صديقه، ولم تكن رحلة عمل. الذي بلغ عن الرئيس راو وقتها للصحافة المضيفة في الطائرة.
شركات سياحية ألمانية أبدت استعدادها لإرسال أفواج سياحية كبيرة إلى سقطرى لو توافر خط طيران إضافي يصل في النهار من ألمانيا دون دخول صنعاء, لما في ذلك من خطر بسبب الوضع الأمني, كذلك الحال في بقية أوروبا والرغبة في زيارة سقطرى, والتي يمكن أن تكون رافداً للدولة كجزء مهمل في خططها. السبب أن مطار سقطرى لاتستطيع أن تهبط فيه الطائرات في الليل. اليمنية تقول إنه ليس لديها طائرات برغم العدد الكبير لطاقم الطيارين والمضيفين, والذين هم 350 في إدارة العمليات.
الرئاسة تسيطر على طائرتين كان يمكن استثمارهما في هذا المضمار لاسيما وكثير من دول أفريقيا سلموا أو باعوا طيران الرئاسة للشركات التجارية لمواجهات الأزمات, وما الرئيسة جويس باندا بملاوي ببعيد. فضمن أولوياتها في عام 2013 في إطار سعيها لإصلاح الاقتصاد لم تفرض الرئيسة جويس باندا رسوم اضافية ولم تطلب مساعدة الخارج ولم تزد سعر الدولار الجمركي ولم ترفع الدعم عن البترول ولم تؤثث قصرها ب620 مليوناً, وإنما بدأت بنفسها قبل أن تخاطب أحداً. لقد خفضت راتبها بنسبة 30% و باعت 35 سيارة مرسيدس تستخدمها حكومتها, وألغت معظم مخصصات الوزراء وليس ذلك وحسب, وإنما باعت الطائرة الرئاسية وذلك لسد النقص في الغذاء وإطعام الجوعى. وقالت وقتها بالبلاد جوعى وصيانة الطائرة والتأمين عليها يكلفنا 300 ألف دولار سنوياً وأن المسافرين على الدرجة السياحية وفى الدرجة الأولى، جميعهم يصلون نفس المطار في التوقيت ذاته.
نحن لم نطلب ذلك من الرئيس هادي ولا نرضى أنه يكون أقل من الآخرين في المنطقة، لاسمح الله، لا يمتلك طائرة كبيرة 747 جمبو, ولكن هل يعقل أن يسافر جلال هادي لزيارة العائلة في طائرة رئاسية هي بوينغ- 747 جمبو صيانتها والتأمين عليها يكلفنا ثلاثة أضعاف طائرة الرئيسة جويس باندا بملاوي الصغيرة, وليس له دخل في مهمات الدولة. متى نتعلم من غيرنا؟ ولماذا أصلاً نسمح بمثل ذلك؟!!!