عاد اليمنيون في خطاب أمريكا، ليكونوا طرفاً واحداً. لن يعود هادي رئيساً وهو يرى أمريكا، التي كان يقول، من كانت معه لايخاف، "سيكون الباقي قدامها دجاج"، وهو يرى اسمه يختفي من كل تصريح يقوله مسؤول أمريكي. ** مرة أخرى، يعود من نزع الصاعق الحقيقي لقنبلة اليمن، ثوار 2011 للحديث عن مظاهرات في ذات الساحة التي كانت عنوان وجع البلاد، ويتظاهرون ضد أنصار الله.. طيب، أنصار الله وبقية الأطراف السياسية تناقش خيارات ما بعد هادي الكارثة.. فأي طرف ستدعم هذه التظاهرات؟ يقولون لك، ضد الجميع.. خورة صناعة أوجاع مرة أخرى.. فقط لأن لا أحد منهم سأل أصلاً عن أطفال من أريقت دمهم في هذه الساحة.. توزع ثوارها، بين محبط وبين معين بقرارات، وكان المعينون قلة من الساحة وأغلبية من الحواشي.. وتردى كل شيء.. وزعلانين من ماضوية الحوثي، ومن رجعية الحركات الدينية.. اهتفوا في طريقكم، وأنتم تتظاهرون: كلنا عيال ماضي، مكتفين أننا نحن وحدنا نرى أنه رائع.. وكل واحد حر في ماضويته.. ** الأزمات.. الصراعات.. التشظي الاجتماعي والفكري والوطني، هو بيت الخبرة الوحيد الذي يراكم خبراته بنا وعلينا. عكس ذلك، مجرد طفل ضرير، يجلس وقت يستجمع كل طاقته وقدرته وبالكاد يخطو الخطوة الأولى، وإن لم يسقطه هذا الطرف، سيسقطه الآخر.. ** دام المشكلة هي إلا صالح. اسمعوا رأي عبدربه منصور، وخليكم مع الحوثي. وسهل كل هذا الجعث عن تحالفهم الاثنين، قواعدكم، مؤمنون بكم أكثر من إيمانهم برب العالمين. ** حماية أطر التقاليد دينية أو اجتماعية من هوشليات التغيير غير المأمون، يصنع مناطق محمية من الصراعات ذات السقف المفتوح. المنطقة من صعدة وحتى ذمار، لم تشهد مغامرات دينية ولا اجتماعية. حتى ما كان من تحول ضد مذهبيتها، كانت عبارة عن علاقات مع الخارج، من السعودية وحتى إيران، وليست تعبيرًا أصيلاً. وقبلياً، رزقت هذه المنطقة بشخصيات كبيرة وطنياً، ولكنها لم ترَ أي خصومة بين وطنها وبين إبقاء مناطقها قيد تقاليدها الاجتماعية والدينية. ما تشهده ليس سوى صراع سياسي، صراع نفوذ.. صراع مصالح، لايعتدي على المذهب ولا هلى القبيلة.. ولذا، هي أول منطقة يمنية تتحرر من أي مخاوف للصراعات داخلها. لم يعد فيها أي أطراف صراع، قد لخصت الاتفاق، الدين والخط الأسود، حق للحوثي، والسوق للباعة القادرين على البيع والشراء، وللقبائل ومشائخها النفوذ الاجتماعي.. فيدرالية اجتماعية قدمت وتقدم حلولاً منذ مئات السنين لهذه المنطقة. ولاحظوا، حتى القاعدة حين تريد أن تقتل حوثياً، تتحرك في إب أو حضرموت أو أبين.. والعاصمة.. تعلموا احترام مناطقكم، وقت قدرتكم على عدم احترامها.. مش تهدوا كل شيء فيها ديناً ودنيا، ووقت صراعكم تعتقدون أنكم ستستخدمونها ضد خصومكم.. طيب من أين يمكن الاستفادة من آلة عطلتها بيديك وصارت خردة.. ** ذلحين، لما تتم تعبئة مناطق اليمن "الشافعية"، بأن المشكلة كلها في إلا اقليم آزال ومراكزه. ثم نقول لها إن دولة الرئيس هادي، حررت اليمن من هذا المركز المقدس. ثم، نقول لها إنه تم وبنجاح إعاقة أي اتفاق حوثي عفاشي، وتمت استعادة الدولة بالتشارك مع واحد منهم، ياعفاش أو الحوثي.. ونبدأ نقنع الجميع بأننا صرنا شركاء، مع أي من الطرفين.. هل تفهمون آثار هذا التخبط الغبي في الشعارات؟ بعدها، تقدر القاعدة تقول لشباب مناطقكم، شوفوا الصدق، أصلاً المركز المقدس، قد ابتلع الدولة، وحتى أصحابكم، بعد أن كانوا قد عرفوا الصواب واعترفوا أن المعركة كلها مع الشيعة، تراجعوا.. مالكم إلا القاعدة، تعالوا إلى حضن التحرر والحرية.. ** التهويش، لما يفتح له الناس باب، بدعوى الثورة، ما عاد حد يقدر يغلقه. القصة مش بس هذا التناقض والصراع والهوشلية على "عفاش"، ولا على "الحوثي".. هي نفس الهوشلية، كانت ضد علي محسن والاخوان وهادي. اليوم، يكتب لك جنوبي: عبدربه منصور، معتقل عند الشماليين، مش قادر حتى يروح الحمام إلا بإذن، وشقيقه ناصر منصور يتعنتر على الحراك ويحرك دباباته لحماية دولة الوحلة. ويكتب شمالي: هادي يسلم الدبابات في صنعاء للحوثي، وشقيقه يسلم الدبابات للحراك.. هيا كيف يمكن مراجعة هذا الدبش، وهو يهشم كل منطق.