أكثر ما أفلحت فيه الجهود الأممية لحل الأزمة اليمنية، هو المساعي الحثيثة لنقلها من طور التعقيد إلى طور الانسداد الكامل. ماذا تريدون أكثر.. في موفمبيك يتحدثون عن تسوية تقترح إنشاء مجلس رئاسي انتقالي، وكثير منهم بمن فيهم المبعوث الأممي ليسوا واثقين إن كانت هذه الصيغة ستتيح آلية لمحاصرة وحلحلة دوامة الأزمة، أم ستعمل على تقعيد خيوطها لتكون خارج السيطرة؟ ما أعلنته بعض المكونات من بين ال14 المشاركة في المشاورات رؤية تقترح عدول الرئيس عن الاستقالة بوصفه الشرعية الوحيدة القادمة من انتخابات، وأخرى تقترح المضي في الإجراءات الدستورية لنقل السلطة تدعمها شرعية الدستور والبرلمان. المقترح "الكارثة لتشكيل مجلس رئاسة انتقالي" تدفع به قوى خفية تعرفونها قطعاً.. ولا وضوح في مدى إمكانية تطبيقه سوى أنه سيفضي إلى عودة الرئيس هادي إلى موقعه في صيغة جديدة محروساً بضمانات تتيح كذلك صلاحيات لأعضاء المجلس الكارثي. المعطى الواضح، أن هذه الصيغة الباعثة على الخوف تحتاج إلى موسوعة قانونية ودستورية لضبطها وتحديد سقفها وموسوعة أخرى ملحقه لتفسير بنودها وحدودها وطابور هيئات مشتركة للتنفيذ والرقابة وهلم جرا.
سأخبركم سراً إذاً.. ثمة من يمهد الطريق لصيغة تعيد مراكز القوى القديمة، بل وتصنع مراكز قوى جديدة يراد لها أن تدير في هذا اليمن أزمات وحروباً سقفها السماء.