من يتمعنَ اليوم، ومنذ أكثر من عشرة أيام، حال الوطن الحبيب والفراغ الدستوري الذي يعيشه والمتمثل في شغر الوظائف العليا للدولة من رئاسة الجمهورية والحكومة وأعضائها والقوات المسلحة وبعض السفارات والمحافظات والمناطق والألوية العسكرية؛ يدرك جيداً بأن اليمنيين شعب طيب وذو حكمة، ومتعايش مع بعضه البعض بكل انتماءاتهم السياسية واختلاف مذاهبهم.. هذا الفراغ السياسي والقيادي في الدولة، لا يخلو من إرسال رسائل عدة لتلك الأبواق الكاذبة وقواها المتخلفة والحاقدة على الوطن والتي تاجرت كثيراً بالوطن، أهمها كذب ودحض ما زعموه وضللوا به حول الدكتاتورية والاستبدادية، ونظام الحكم الفرد، والمركزية التي لطالما يتشدقون بها كثيراً عن النظام السابق بعدم بنائه دولة المؤسسات، وإنما بنى دولة مركزية وحكم الفرد.
معظم هؤلاء، هم من الذين ناصبوا اليمنيين العداء وعبثوا بوطنهم مقابل حفنات من الدولارات الرخيصة، وامتلاك جوائز التخريب، وبطائق اللجوء السياسي لتتسكع اليوم مع قياداتها المراهقة سياسياً والمرجفين منهم القابعين في فنادق الارتزاق بإسطنبول أو قطر أو بعض الدول الأوروبية..
تلك القوى السياسية التي عبثت بأحلام اليمنيين وأمنهم واستقرارهم طيلة الأربعة الأعوام السابقة، هي نفسها من ماطلت وتلكأت وخالفت نصوص الدستور اليمني وتهربت بمماطلتها في الوصول للانتخابات البرلمانية والمحلية منذ 2009م، واستقوت بالخروج العبثي والفوضوي وافتراش الساحات وقطع الشوارع، وممارسة سلوكيات غريبة ودخيلة على شعبنا اليمني والتي أوصلت البلد إلى تدهور أمني واقتصادي ومؤسساتي، وإثارة النزاعات العرقية والمذهبية والمناطقية؛ وهي نفسها اليوم من تقف حجر عثرة أمام تطبيق الدستور اليمني والمؤسسات التشريعية في البلد بالقفز عليها من أجل الاستمرار في تدمير المؤسسات الحكومية والعسكرية والتشريعية، وبما يضمن لها عدم الوصول لصناديق الاقتراع والانتقال السلمي للسلطة الذي ينشده شعبنا وقواه السياسية المخلصة..