الحوار الذي يتم الآن في الموفمبيك، لايختلف كثيراً عن الحوار الذي تم في نفس المكان قبل عام، وهو مؤتمر الحوار الوطني الشامل. الفارق الوحيد أن مؤتمر الحوار كان له نظام داخلي تم إعداده من قبل اللجنة الفنية وبمساعدة خبراء من الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي، ولو أن هذا النظام لم يعمل بمعظم ما تضمنه لا داخل فرق العمل ولا حتى في الجلسات العامه بما في ذلك الجلسة الأخيرة التي مثلت أكبر خرق لذلك النظام.
حوار اليوم يجري بدون أي مرجعية ولو صورية..
ورغم أن الوضع الآن أخطر بكثير من الوضع الذي تم فيه انعقاد مؤتمر الحوار لأننا نعيش فراغاً دستورياً، لا رئيس ولا حكومة. في هذه الحالة يفترض أن الحوار يستمر طوال اليوم وإلى ساعة متأخرة من الليل حتى ينجز المتحاورون مهامهم في أقرب وقت ممكن.
لكن، مع الأسف، ما يحصل هو العكس:
- لا توجد أي مرجعية تحدد من هي المكونات المتحاورة، ومن يمثلها، وكم أقصى عدد لممثلي كل مكون يمكن حضورهم. -ما هي آلية الحوار. - أوقات الاستراحات أكثر من وقت العمل. - النقاش عقيم، حيث إن الشخص يتحدث حول نفس الجملة أكثر من مرة. - لا توجد محاضر جلسات تحدد ما تم مناقشته كل يوم أو ما تم الوصول إليه. -لم يسمح بتشكيل لجنة من المتحاورين لاستخلاص ما تم التوافق عليه. - ما إن يتم الانتهاء من نقاش فقرة بعد نقاش طويل ومكرر حتى يقول الميسرين سنحضر لكم نصاً يوفق بين الأفكار التي طرحت ثم ننتظر للنص المقترح في نفس الجلسة أو الجلسة التالية أو اليوم الثاني، لكن لا تقدم رغم طلبها أكثر من مرة. - كل يوم يضاف إما مكون جديد أو وجوه جديدة لبعض المكونات السابقة، ثم يأتي هؤلاء يناقشون من جديد مواضيع قد تم مناقشتها أو أفكاراً قد طرحت في فقرات سابقة.. وهكذا. - يوم يتأخر مكون، فتتأخر الجلسة. ويوم ينسحب مكون، فتوقف الجلسة أو يتوقف الحوار. مضت عشرة أيام لم يتم الاتفاق أو التوافق حتى على فقرة واحدة من فقرات مشروع أو مسودة الاتفاق التي نزلت من قبل الميسرين يوم الجمعه 2/30 على أساس أنها خلاصة الأفكار التي طرحت والأوراق التي قدمت من بداية الحوار، بينما أنكر معظم المتحاورين أن كثيراً مما ورد بها لم يطرح من أي مكون!
بالله عليكم، هل بهذه الطريقة يمكن أن ينتهي حوار كهذا في ثلاثة أيام؟؟!