بالأمس القريب عادت الرحلات الجوية المباشرة بين طهران وصنعاء بعد سنوات كان فيها الراكب مضطرا إلى أن ينزل ( ترانزيت ) فى مطار استانبول التركى . وبالرغم مما أثاره ذلك من جدل, فإن ما لفت نظرى وتساءلت بشأنه لماذا مطار تركى وليس عربيا خليجيا على سبيل المثال؟ وهل لذلك علاقة بالدور الذى تلعبه تركيا فى تخزين وتوريد المقاتلين والإرهابيين من وإلى الدول العربية, وهل التقدم الاقتصادى الذى حققته أنقرة يعود فى جزء منه على التجارة بالمسلحين والتجارة بهم إذا استثنينا غسيل الأموال فى التجارة بالسلاح اللازم للارهاب؟.
فى سوريا قابلتت مقاتلين من دول الاتحاد السوفيتى السابق كانوا يدرسون فى القاهرة وأخرين من مختلف دول العالم ذهبوا الى تركيا أولا ثم عبروا الحدود للنضال مع الدواعش فى سوريا من أجل الخلافة, وفى اليمن رأيت سوريين وخليجيين وسمعت عن عرب من جنسيات أخرى التحقوا بالقاعدة هناك أيضا من أجل الخلافة .
ما أريد أن أشير إليه أنهم جميعا يستخدمون مطارات تركية فى رحلاتهم للترانزيت! ومن هنا تأكد لى أن تركيا هى زعيمة الإرهاب فى العالم الإسلامى وأن مطاراتها ومعسكرات التدريب فيها تحتل قائمة المناطق التى ينبغى على العالم الذى يقال إنه حر أن يراقبها ويدمرها إن كان يريد القضاء على الإرهاب , ولكن ذلك لن يحدث طبعا!
وبعدين
لأن تدمير العالم الاسلامى بأيدى أبنائه هو أهم أهداف سياسة الفوضى الخلاقة التى ابتدعتها واشنطن للحفاظ على زعامتها للعالم, ولأن جزءا من اقتصادها يقوم على توريد الأسلحة سواء للحكومات أو المنظمات الإرهابية فى المنطقة العربية, ولأن تركيا هى جزء من هذا المشروع الكبير فإن واشنطن تعمى عن الحقيقة المؤلمة، بينما تغمض دول الاتحاد الأوروبى عينها عنها, أما نحن فيكفينا أن تستمر عقولنا مغلقة أمام حقائق الواقع والتاريخ