الشعبُ اليمني شعبٌ ذكيٌُ. تاريخياً، عاش اليمنيون في بيئة خصبة، وتناولوا أفضل الطعام عندما كان العالم من حولهم جائعاً في العصر الجليدي. الشعب الذكي هو الشعب الذي يأكل طعاماً جيداً، وهم- قديماً- كانوا يأكلون جيداً لأنهم عاشوا في بقعة مُشمسة ( اليمن جغرافياً في خط الاستواء) بينما كان العالم يرتجف من البرد من حولهم.. ليس هذا كلاماً إنشائياً. هذا كلام علمي برهنت عليه ابحاث جيولوجية قام بها علماء أمريكيون. وكما افترض أنجلز ( أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة) فإن الشعوب العظيمة والذكيّة التي أنشأت حضارات العالم القديم، كانت تفعل ذلك، فقط لأنها كانت تأكل جيداً.
صحيح ان الشعب اليمني اليوم شعب فقير، ولكن الصحيح أيضاً، أنه لا يزال يملك بيئة هي الأكثر خصوبة في العالم كله، فهي تدّر اللبن والعسل على مدار العام. لديهم في المحويت،وحدها أكبر قطيع من الأغنام في العالم، ولديهم أرض محافظة إب، الأكثر جمالاً من سويسرا. وأرضهم كلها تقريباً من غرب ذمار، ووصاب العالي ووصاب السافل حتى وادي دوعن في حضرموت، تفيض بأنهار من العسل. مزروعاتهم وأعشاب أرضهم وفواكه أشجارهم قد لا يعرف العربي المعاصر مذاقها،
اليمنيون عبر التاريخ استمتعوا بطعام أرضهم الخصبة، وأنشأوا أعظم الحضارات وقادوا تجارة العالم القديم منذ 1500 عام ق.م عبر ميناء ميدي ( تذكروا هذا الاسم فهو في نشرات الأخبار يتعرض للقصف) .
هذا الشعب الذكي يكتشف اليوم أن جزء صغيراً- وصغيراً جداً- منه، يأكل من نفايات الطعام في عواصم المنطقة.وأن هذا الجزء يغدو مع الوقت أكثر غباء بسبب رداءة طعامه.
وفي قلب هذا الجزء الصغير ( الغبي) من الشعب اليمني، هناك جُزيئ أصغر يدعى الحزب الاشتراكي اليمني.
معظم أعضاء هذا الحزب اليوم مشوّشون، مضطربون سياسياً منذ أن أضاعوا الطريق، وصاروا يأكلون اردأ الطعام من موائد العواصم في المنطقة، لقد أصبحوا - مع الوقت- أغبى جزء من اليمن الذكيّ .
معظم قادتهم اختاروا موقفاً رجعياً، وبعضهم بات مستعداً لأن يكون أداة في تهديم اليمن نكاية بصالح والحوثيين. هكذا، نكاية لا أكثر. وبعضهم،زاد في النكاية بتحويل استقلال الجنوب مطلباً لا رجعة عن تحقيقه بالقوة حتى وإنْ بالتحالف مع داعش؟ كان الحزب الاشتراكي جماعة ثورية عظيمة حين كان معلمّاه سالم ربيّع علي، وعبد الفتاح إسماعيل.
اليوم، هو في عهدة أثنين ، أمين عام لص وأرملة قيادي سابق لم يكن لها أي دور سياسيّ.
حين يموت القادة العظام،ويغدو اللص زعيماً، ومطلب استقلال الجنوب مطلباً بأيّ ثمن، وعبر أي تحالف وإن كان مع جماعات رجعية، فهذا يعني ضياع الحزب إلى الأبد.