اليسار الجارح الذي مثّله سالمين وفتاح في آخر الستينيات أضرّ كثيراً باليسار؛ وقاد إلى زوال دولته آخر الامر، ثم تلاشي حقبته. لكنّه رغم أخطائه وخطاياهُ، قد بقي يساراً؛ وشريفا. أما اليسار الدّاجن الذي مثّله ياسين والعتواني في آخر زماننا فقد قضى على اليسار؛ وأهانه؛ وعزّر به تعزيرا بحيث لم يعُد من هيئة ذلك الجارح القديم الرمزية، سوى تلك الصورة المعروفة المستخذية للدجاج المُجمّد المبتذل. فلم يبق يساراً؛ ولا شريفا. .................................................................... لا نريد يسار الجوارح الذي أنزتهُ (الاستراتيجية) حتى انقضّ على الجميع، بمن فيهم نفسه. وبالتأكيد، لا نريد يسار الدّواجن الذي أخصاه(التكتيك) حتى انقاد للجميع، ما عدا نفسه. لكننا يقيناً، نريد اليسار، ونحتاجه أشدّ ما تكون الحاجة. فلا يمكن لأي بلادٍ أن تحيا بجناحٍ واحدٍ فقط، جناحٍ واحدٍ خطرٍ عليها وعلى أهلها.