أعلن السبت في صنعاء عن تأسيس الجبهة الوطنية لمواجهة العدوان والتي تضم عددا كبيرا من السياسين والأكاديميين والشخصيات الوطنية والاجتماعية من مختلف المكونات السياسية في تكتل وطني واسع لمواجهة العدوان. وأصدرت اللجنة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي للجبهة بيانا حصلت وكالة "خبر" على نسخة منه، قالت: استشعارا للمسؤولية الوطنية وضرورة توحيد وتكاتف الجهود الوطنية المشتركة في مواجهة العدوان الإجرامي ضد الشعب اليمني ومقدراته، ودعما لصمود الشعب اليمني الصابر الذي يسطر ملاحم البطولة والتحدي ويجسد قيم المحبة والتسامح بين أبنائه، يأتي إنشاء الجبهة الوطنية لمواجهة العدوان ككيان وطني واسع وجبهة عريضة تقف امام الجرائم البشعة التي ارتكبها ولا زال يرتكبها العدوان بحق الشعب اليمني على مدى 73 يوما غلف به عدوانه السافر على اليمن تحت مبرر إعادة الشرعية المزعومة.
وأضح البيان، أن كل تلك المبررات لم تكن إلا مبررات لقتل الشعب اليمني وزعزعة الوحدة الوطنية على أسس طائفية ومناطقية ، و التمادي في تدمير بنيته التحتية ومعالمه الأثرية وأسواقه العامة ومطاراته المدنية وموانئه التجارية - ليس هذا فحسب - بل و حتى الطرق والجسور والمستشفيات والمدارس والمساجد والمعاهد والمزارع وآبار المياه ، وصوامع القمح ، ومحطات الوقود ، بل وصل به الإجرام حد استهداف المقابر وقصف مخيمات النازحين بعد أن دمر مساكنهم وقتل وشرد الآلآف منهم.
واضاف: و إستكمالاً وتوحيداً لما تم إنشاؤه من تحالفات قانونية وثقافية وسياسية واجتماعية قامت بجهود عظيمة في فضح جرائم العدوان والتوعية بأهدافه الحقيقية وايصال الحقائق للرأي العام الداخلي والخارجي. تأتي فكرة إنشاء الجبهة لمواجهة العدوان بصوت واحد ، والوقوف صفا واحدا أمام كل أدواته الرخيصة التي مثلت عناصر المادة النشطة والمثيرة لشهيته الهمجية في استخدامه لكل أنواع الأسلحة بما فيها الأسلحة المحرمة دولياً ومحاصرته لهذا الشعب جواَ و براً وبحراً, حتى لم يبق أمام اليمنيين غير خيار المقاومة, بكل الوسائل الممكنة, ولم يبق أيضا أمام القوى السياسية غير الارتباط بالشعب والعمل على تحقيق وتمتين الوحدة الوطنية لدعم كل خيارات المواجهة والتصدي .
واعلنت الجبهة عن فتح أبوابها للجميع بكل توجهاتهم الفكرية والسياسية والنوعية، وهي بكل تأكيد لاتقدم نفسها بديلاً عن أحد بل هي قاسم مشترك ونقطة إلتقاء بين كل القوى السياسية والفعاليات الوطنية ، وأبوابها مفتوحة للجميع على مختلف مشاربهم الفكرية والسياسية وشرطها الوحيد أن يرموا صراعات الماضي خلف ظهورهم ، و أن يكرسوا كل إمكاناتهم لمواجهة العدوان ، والتغلب على تحديات المستقبل، إن الجبهة الوطنية – تمثل اصطفافا وطنيا- شعاره ( اليمن فوق الجميع) وهي من هذا المنطلق تنفتح على كل القوى السياسية و الإجتماعية التي تعمل من أجل مواجهة العدوان ونقل اليمن من الحاضر إلى المستقبل و يمن بلا ثأر وبلا حروب وبلا فساد يمن التنمية المستدامة، الذي تحكمه المؤسسات وتزدهر فيه الديمقراطية وسيادة القانون والعدالة الإجتماعية و حقوق الإنسان.
واكدت الجبهة الوطنية أن الأحزاب و القوى السياسية مجتمعة و منظمات المجتمع المدني في اليمن بحاجة للتعاون من أجل الدفاع عن السيادة الوطنية ،وامتلاك القرار ورفض الإرتهان وهي مسؤولية وطنية تقع على عاتق كل أطراف المنظومة السياسية، حيث انها تمتلك من القواسم المشتركة ما يؤهلها لأن تتجاوز خلافاتها و تنجز مشروعاً تاريخياً للتغلب على عوامل الفرقة معوقات التحول وتفاعلاته الشديدة التأثير في حياة المجتمع و صيرورة تطوره، وهنا يكمن الأساس الموضوعي لإنبثاق الجبهة الوطنية التي ستعمل جاهدة على تعزيز القواسم المشتركة بين جميع أطراف العمل السياسي و منظمات المجتمع المدني وخلق مناخات صحية تساعد على تأطير طاقات المجتمع بمختلف تكويناته.
وجددت الجبهة التأكيد إن العدوان على اليمن يتنافى وقيم الشرائع السماوية والمواثيق والأعراف الدولية وبالتالي كان لابد لكل القوى السياسية أن تتوحد في مواجهته وكسر كل التحديات التي تواجه الشعب اليمني. وشددت على أهمية قيام الاحزاب و القوى السياسية و منظمات المجتمع المدني بالعمل على مواجهة العدوان سياسيأ وجماهيريا وثقافيا وحقوقياً وإجتماعيا وبكل الوسائل المشروعة والمتاحة حتى الإنتصار للوطن وسيادته وللشعب وتضحياته.
وعبرت الجبهة عن تثمينها بصمود الشعب اليمني أمام العدوان الإجرامي وكل المواقف الرافضة للعدوان الذي استباح السيادة الوطنية وارتكب جرائم ضد الإنسانية، وتقدريرها العالي لكافة الجهود التي قامت وتقوم بها الأحزاب والمنظمات والتحالفات والتكتلات التي أنشئت للتصدي ومناهضة العدوان والحد من أثاره والتخفيف من معاناة المواطنين.
ودعت اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية كافة المنظمات الإقليمية والدولية للنهوض تجاه ماتتعرض له بلادنا من عدوان سافر والعمل على وقفه وتجريمه ومحاسبة مرتكبيه وان تتحمل مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب اليمني ورفع الحصار الظالم عنه.
وأهابت بكل القوى والمكونات السياسية والحقوقية والمدنية والاجتماعية وتدعوها الى مضاعفة الجهود وحشد الطاقات ومواصلة النضال والدعم للجيش واللجان الشعبية ، والسير معا في اطار العمل الجبهوي الموحد وبما يحقق تطلعات وآمال شعبنا في صناعة غده المشرق ومستقبله الواعد . وفي ختام البيان ترحمت اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية على الشهداء الذين قضوا جراء العدوان وأعمال قوى الإرهاب المتحالفة مع العدوان وتتمنى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
صادر عن الجبهة الوطنية لمواجهة العدوان - تحت التأسيس اللجنة التحضيرية صنعاء بتاريخ السبت 6 / 6 / 2015م