جددت الأممالمتحدة، الأربعاء 19 أغسطس آب 2015، التأكيد على تطور خطير ومتفاقم للمجاعة في اليمن. كما استنكرت الضربات الجوية على ميناء الحديدة الشريان الرئيس لامدادات السلع والأغذية والمساعدات، الأمر الذي يعرض السكان لمزيد من انعدام الأمن الغذائي. وحذر برنامج الأغذية العالمي، من تداعيات نفاد السلع الغذائية في الأسواق وإغلاق الموانئ ونقص الأموال اللازمة للإغاثة على احتياجات عدد كبير من السكان نحو "كارثة" في اليمن. والأربعاء أبلغ ستيفن أوبراين وكيل الأمين العام للشئون الانسانية مجلس الأمن الدولي في إحاطة بعد عودته من زيارة إلى اليمن، أن "حجم المعاناة الإنسانية في اليمن فاق استيعاب العقل البشري". وأعرب عن قلق بالغ من تأثير الأضرار التي لحقت بميناء الحديدة على البلاد ككل "تسببت الغارات الجوية والقصف على ميناء الحديدة ومحيطه، بقطع شرايين الحياة الرئيسية لاستيراد السلع الأساسية". وقال إن الهجمات "تشكل انتهاكا واضحا للقانون الإنساني الدولي وغير مقبولة." وقالت ارثارين كازين المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي للصحفيين الأربعاء في العاصمة المصرية، بعد عودتها من زيارة إلى اليمن في مهمة استغرقت ثلاثة أيام: "كل المؤشرات التي تقودنا إلى تعريف واضح للمجاعة تتطور بالفعل". ودعت كازين إلى دخول عاجل ومنتظم لموظفي الإغاثة التابعين للبرنامج إلى مناطق القتال في اليمن. وأضافت "إذا لم نستطع تزويد الأسواق بالمواد الغذائية مع التأكد من بقاء الموانئ مفتوحة... إذا لم تكن هناك زيادة في أموال المتبرعين، فسنواجه كارثة في اليمن". وتابعت "ليس في الأسواق المواد الغذائية الضرورية لمواجهة احتياجات عدد كبير من السكان... المجتمع الإنساني ليس لديه المال الكافي" لليمن. وقال برنامج الأغذية العالمي إن دراسة قام بها أظهرت أن الأمن الغذائي لنحو 1.3 مليون يمني نزحوا داخليا في حالة خطر. وأضافت كازين في بيان أنه قدم دعما غذائيا لنحو 3,5 مليون يمني منذ بداية الأزمة لكنها قالت إن "القتال يجعل إيصال (الغذاء) أكثر صعوبة وخطرا". وأوضحت أن أكثر من 1.2 طفل يعانون من سوء تغذية يتراوح بين المتوسط والحاد وأن أكثر من نصف مليون يعانون من سوء التغذية الحاد. وقدر برنامج الأغذية العالمي في تقريره عدد ممن يعانوا من انعدام الأمن الغذائي بنحو 13 مليون يمني، بينهم 6 ملايين اعتبرهم يعانون "من انعدام الأمن الغذائي الشديد وفي حاجة ماسة لمساعدة خارجية". وقدم البرنامج العالمي طلبا عاجلا للمانحين لتقديم تبرعات قبيل بدء عملية عاجلة في اليمن الشهر المقبل من المتوقع أن تكلف قرابة 320 مليون دولار. وقالت كوزين في البيان إن "الجيل الجديد في اليمن سيعاني من أضرار ربما لا يمكن التعافي منها إذا لم نقدم للأطفال الغذاء المناسب في الوقت المناسب. لابد من التحرك الآن قبل أن يكون ذلك متأخرا جدا".