علّقت وزارة الصحة اليمنية، مساء الأربعاء 16 ديسمبر/ كانون الأول 2015م، على النداء العاجل لمنظمة الصحة العالمية الذي طالبت فيه بتوفير 31 مليون دولار لضمان استمرار تقديم الخدمات الصحية لنحو 15 مليون شخص، قالت إنهم "في حاجة لخدمات صحية فورية"، نتيجة النزاع المستمر في اليمن. وقال المتحدّث الرسمي باسم وزارة الصحة، الدكتور تميم الشامي، في تصريح خاص لوكالة "خبر": "إن الإشكالية القائمة عدم وجود التنسيق بين وزارة الصحة، أو القطاع الصحي في اليمن، والمنظمات الدولية الصحية". وأضاف، أنه من الملاحظ أن منظمات الصحة وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية قد صرفت في الثلاثة الأشهر الأخيرة حوالى 90 مليون دولار، قدّمت جلّها أو معظمها فيما يخص الأمومة والطفولة ورعاية الأطفال "اللقاحات". وأشار الدكتور الشامي، إلى أن "ذلك يتعارض مع الوضع الراهن، لأن اليمن، في ظل العدوان والحصار، تفتقر إلى الرعاية الصحية، لكل المرضى، لجميع الفئات العمرية، وهناك نقص حاد جداً في كافة أنواع الأدوية وما يخص كل الأمراض خصوصاً الإصابات الحادة جراء العدوان". وتابع: "هناك انعدام في الأدوية الخاصة بالأمراض الحادة والمزمنة منها أمراض التحاليل الكلوية والسرطان وأدوية القلب والأنسولين، كما أن مادة "الماريبان" التي أصبحت شبه معدومة في السوق والذي تأثرت بسبب انعدامه كثير من المرضى الذين يعانون من اختلالات وظيفية في صمام القلب، والزارعين الصمامات، ما يؤدي إلى أعداد كبيرة في الوفيات.. وهذا على سبيل المثال لا الحصر". وشدد الشامي على أن "ذلك دلل ووضح بأن الخدمات الصحية المحدودة المقدمة من قبل منظمة الصحة العالمية اهتمت فقط بالأمومة ورعاية الأطفال.. كما أنه دلل على أن هذه الاستراتيجية تشكل عائقاً صحياً، حيث أنها اهتمت بجانب وأهملت كثيراً من الجوانب العديدة الأخرى المذكورة آنفاً". واختتم ناطق وزارة الصحة العامة والسكان حديثه مع وكالة "خبر" بالقول: "فيصبح ال31 مليون دولار في ظل وجود مليونا طفل يفتقرون إلى الأدوية الأساسية والرعاية الصحية مبلغاً ضئيلاً لا يغطي الاحتياجات الصحية الفعلية على الميدان". وكانت منظمة الصحة العالمية أوضحت، في بيان ترجمته وكالة "خبر"، أن هناك حاجة إلى التمويل، على وجه السرعة، بعد أن انهار النظام الصحي في اليمن، مما أدى إلى ترك الملايين من الناس المعرضين للخطر بدون رعاية، وهم بحاجة إلى أدوية على وجه السرعة. وقال الدكتور أحمد شادول، ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، إن هناك 20 محافظة من أصل 22 تأثرت بالأزمة التي بدأت في أواخر مارس الماضى، موضحاً أن التقديرات تشير إلى أن 80 % من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية وحوالى 15 مليون شخص لا يحصلون على الرعاية الصحية المناسبة. وأضاف، أن المرافق الصحية في اليمن أبلغت حتى الآن عن مقتل 6 آلاف وعالجت حوالى 28 ألفا آخرين، ودعا شادول جميع الجهات المانحة إلى سد هذه الفجوة في التمويل وضمان استمرارية الخدمات الصحية الأساسية المنقذة للحياة. واشار الدكتور شادول، أن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن توفير الأموال الكافية سيقلل من خطر تفشي الأمراض وتوفير الأدوية المنقذة للحياة وتطعيم الأطفال للحد من الوفيات التي يمكن تجنبها. وهي توفر مع شركائها في مجال الصحة حاليا الأدوية الأساسية ودعم الخدمات الصحية وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للصحة النفسية في المناطق التي يصعب الوصول إليها من خلال العيادات المتنقلة ومراكز الرعاية الصحية الأولية. وقال، إنه على مدى الأشهر التسعة الماضية وزعت المنظمة أكثر من 250 طنا من الإمدادات الطبية على السلطات الصحية اليمنية والمنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية المنقذة للحياة لخدمة 7 ملايين شخص وتطعيم 4.6 مليون طفل ضد شلل الأطفال و1.8 مليون ضد الحصبة في المناطق المعرضة للخطر.