تشكلت مواقف أقطاب الحوار "السياسي", في مفتتح الجلسة العامة الأولى لمؤتمر الحوار الوطني الذي انتقل من دار الرئاسة إلى فندق موفنبيك, لتعيد التأكيد على, وتصدير قائمة الأولويات وذات المواقف لكل طرف من المتحدثين. وبينما غادر رئيس حزب الإصلاح منسحبا من مؤتمر الحوار قبل جلسة القسم وأداء اليمين, فإن شريكا الوحدة المؤتمر والاشتراكي أعادا إشهار التمسك بالحوار والتمسك بالأولويات والمنطلقات السياسية بالنظر إلى قضايا الوحدة والقضية الجنوبية وقضية صعدة. ومثلهما فعل ممثل جماعة الحوثي وأحد أطراف الحراك الجنوبي الحاضر في المؤتمر. شريكا وحدة 22مايو1990 يمتحنان مجددا, وإلى جوارهما حراك الجنوبي وحوثي صعدة. المؤتمر: أولوية الوحدة وحلول عادلة قال الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام لقطاع الفكر والثقافة والاعلام الدكتور أحمد عبيد بن دغر إننا أمام فرصة لن تتكرر إن أهدرت وإن التقاطها يمثل استجابة وطنية صادقة لتحديات الحاضر. واشار بن دغر في كلمة المؤتمر وحلفائه الى إننا أمام لحظة تاريخية هامة من عملية الانتقال السلمي للسلطة يصنع فيها تاريخ اليمن الجديد، وسنطوي بإذن الله صفحات من تاريخ معتم مبلد بالغيوم باعدت فيه بيننا المسافات والوقائع والأحداث. ووجه بن دغر في كلمته التحية لعقلاء الوطن الذين جنبوا اليمن شبح الحرب الأهلية ودورات العنف.. معبراً عن الاعتقاد بأن أعضاء مؤتمر الحوار يرسمون معالم طريق غير مسلوك من قبل ويرسون أسس تجربة ناجحة للشفاء من الجراح. وأشارت كلمة المؤتمر الشعبي العام وحلفائه الحاجة إلى أهمية دراسة أسباب الأزمة وكل الأزمات التي مر بها اليمن خلال العقود الماضية والتي أورثت الشعب الجهل والفقر والمرض. وأكد الدكتور بن دغر وقوف المؤتمر وحلفاؤه إلى جانب الحلول العادلة لقضية صعدة ودعمه القرارات التي تمنع تكرار ما حدث مجدداً وسيبذل جهده للوصول إلى مصالحة وطنية شاملة،باعتبارها المدخل الطبيعي للعدالة الانتقالية.. وأكد في الوقت نفسه أن الحفاظ على الدولة اليمنية الموحدة هي القضية الأولى للمؤتمر ولحلفائه.. لافتاً في هذا الصدد إلى الوصول إلى تلك الغاية هي في قدرتنا على تفهم مطالب أهلنا في المحافظات الجنوبية والشرقية، لأن حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً هو المدخل والطريق إلى هذه الغاية.. الاشتراكي: لفتح الأبواب على الحراك السلمي اقترح أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني، الدكتور ياسين سعيد نعمان بأن يفتح مؤتمر الحوار الوطني أبوابه لبقية قوى الحراك السلمي للالتحاق بالحوار. وأكد الدكتور ياسين أن التفكير بالمستقبل لا يحتمل أي رهان على أدوات الماضي السياسي، وأن ثورة الشباب الشعبية السلمية حملت معها رياح التغيير وقبلها ثورة الحراك السلمي الجنوبي واللتين كان لهما الفضل في إزاحة الجمود السياسي الذي غرقت فيه البلاد. وقال أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني بكلمة الحزب أن اللحظة التي يمر بها وطننا اليوم، والتي لا يكدرها إلا الخوف من أن تعيد العادة إنتاج نفسها داخل أنفس أتأمل أن تكون قد تعلمت كيف تتنازل للوطن حينما يتعين عليها ذلك. ولفت إلى المسؤولية التاريخية التي تحضر اليوم والتي لا يحملها إلا اولئك المؤمنين بحقيقة أن رياح التغيير قد هبت على هذا البلد ويستحيل معها العودة إلى الخلف.. وقال الدكتور ياسين سعيد نعمان :"إن الدلالة التي يحملها الاتفاق على الحوار هي أن الجميع قد نبذ العنف وتخلى عن منهج القوة والحروب، فللحوار منطقه وشروطه المختلفة وهو لا يعني في الظرف التاريخي الحاسم والحالي لهذا البلد البحث عن مصالحة بين القوى المختلفة من الذي تغيب فيه المصلحة الحقيقية للشعب اليمني". وقال :"نرى أن يتحمل مؤتمر الحوار مسؤولية في بحث آلية التواصل مع هذه القوى والتشاور معها حول إيجاد الآلية المناسبة لمناقشة موضوع القضية الجنوبية". الحراك: تقرير المصير طالب القيادي في "الحراك الجنوبي" خالد بامدهف خلال مشاركته اليوم بمؤتمر الحوار الوطني في صنعاء "باستعادة دولة الجنوب، ومنح الجنوبيين حق تقرير المصير". وقال بامدهف في كلمة: "إن شعب الجنوب يتطلع من مؤتمر الحوار لإعطائه حقه في تقرير المصير، واستعادة دولته المستقلة المدنية الحرة عبر كل الوسائل السلمية التي تكفلها الأممالمتحدة". وأضاف: "ان مشاركة الحراك في المؤتمر تأتي تلبية لدعوة الشرعية الدولية وتحت إشرافها وضمانها ومراقبتها والرعاة الإقليميين والدوليين". ولفت إلى ان "الحرب بين الشمال والجنوب عام 1994 من بعد قيام الوحدة اليمنية أنهت الوحدة وقضت على مشروعها الوطني، وحولت الجنوب إلى أرض مستباحة". وتشارك بعض فصائل "الحراك الجنوبي" في مؤتمر الحوار، في حين امتنع الفصيل الذي يرأسه الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله عن المشاركة. وجأت هذه الدعوة خلال كلمة ألقاها الناشط السياسي "خالد بامدهف" الذي القى كلمة عن الحراك الجنوبي وتحديدا عن ممثلي المؤتمر الوطني لشعب الجنوب وأكد فيها على على حق شعب الجنوب في التحرر والاستقلال . ولم تشهد هذه الكلمة أي اعتراض من قبل الحاضرين في القاعة حيث ذهب بعضهم إلى التصفيق لها . وجأت هذه الكلمة بعد يوم من قيام نشطاء برفع علم دولة الجنوب وسط القاعة التي شهدت حفل افتتاح مؤتمر الحوار الوطني أمس . الحوثي: مشاركة لا تبددالمخاوف قال نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني صالح هبرة "إننا من خلال مشاركتنا في الحوار الوطني ننطلق من الحرص على الشراكة والتفاهم مع بقية أبناء الوطن للخروج برؤى وطنية مشتركة تخدم كافة أبناء الشعب اليمني".. لكنه عبر عن المخاوف من أن يكون الحوار شبيهاً بالذي كان يجري في الماضي عندما كان الحوار بالنسبة في الفترات السابقة وسيلة أما للدخول في حرب أو للخروج منها. واستعرض هبرة في كلمة "أنصار الله" التي القاها اليوم الآثار المدمرة للحروب الستة في محافظة صعدة والتي أهلكت الحرث والنسل، وأثرت سلباً على أمن واستقرار واقتصاد الشعب اليمني وأضعفت الجيش واستنفدت قواه في حروب عبثية ظالمة. وطالب هبرة بسرعة تنفيذ النقاط العشرين وأن تكون كافة القوى السياسية جادة في الحوار الوطي كي يتحقق للشعب اليمني المشاركة الفاعلة في رسم مستقبل البلاد ومغادرة الوضع الماضي المظلم والتطلع إلى مستقبل مشرق. وأعرب ممثل أنصار الله عن أمله في أن يكون الحوار الوطني بكافة القوى اليمنية المشاركة فيه رافضاً للتدخلات الخارجية. وقال :"إن الشعب اليمني يفرق بين مواقف بعض الدول التي تسعى لمساعدة الشعب من دون التدخل في شؤونه وبين مواقف بعض الدول التي تنتهك السيادة الوطنية وتمارس العدوان والقتل وتفرض الوصاية والهيمنة".