دعت الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية، الأربعاء 10 أغسطس / آب 2016، قيادة الدولة ومنظمات المجتمع المحلي والدولي، إلى المبادرة باتخاذ الاجراءات العاجلة التي تمكنها من القيام بمهامها في الحفاظ على المعالم الأثرية والتاريخية اليمنية. وطالبت الهيئة في البيان الصادر عن المؤتمر الصحفي الذي عقدته بمقر مركز التدريب المعماري بصنعاء التاريخية وحصلت وكالة "خبر" على نسخة منه، المنظمات الدولية وفي مقدمتها المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم اليونيسكو المتمثلة بمكاتبها الاقليمية والمركز الرئيس، لتقديم الدعم العاجل لإنقاذ التراث اليمني وفي مقدمتها المواقع المسجلة في قائمة التراث العالمي الانساني، وأن تضطلع بمسؤوليتها التاريخية؛ كون الدعم يعتبر التزاماً عليها واستحقاقاً دولياً تجاه مواقع التراث العالمي في اليمن.
وحذرت الهيئة من تفاقم أضرار المنازل والمباني في مدينة صنعاء التاريخية جراء القصف الجوي لطيران العدوان على مدى عام ونصف والذي تسبب في انهيار كثير من المباني ذات القيمة التاريخية، بالاضافه الى المنخفض الجوي الذي تمر به معظم المناطق حاليا، مصحوبا بأمطار وسيول غزيرة الامر الذي زاد من حجم التهديدات لها.
وأكدت ان الوضع الاستثنائي الخطير الذي يهدد التراث اليمني يتطلب اهتماما عاجلا وتكاتف جهود جميع الجهات ذات العلاقة وعلى رأسها وزارة المالية وان يطلع كل بمسؤوليته تجاه صون وحماية الموروث الحضاري وهذا هو الهدف الاساسي من هذا الاجتماع.
ووجهت الهيئة المؤسسات المهتمة بالتراث الثقافي داخليا وبيوت الاموال الوطنية الدعوة بتقديم الدعم الطارئ والعاجل للمساهمة في الاعمال الإنقاذية ومشاريع الترميم المستعجلة.
وناشدت بتصحيح وضعها المالي ورفدها بدعم عاجل لتمويل فرقها الميدانية المكلفة بالحصر والتوثيق ومتطلبات الأعمال الإسعافية لمواقع التراث والبيوت التاريخية المتضررة.
وأكدت القائم بأعمال وزير الثقافة اليمني هدى أبلان تزايد المسؤولية المناطة بالوزارة والهيئة وأمانة العاصمة في إيقاف المخالفات بحق صنعاء القديمة وحماية طابعها التاريخي، كما طالبت بإنشاء فرع لهيئة الحفاظ على المدن التاريخية يتبع أمانة العاصمة لتعزيز دورها ومواردها في حماية صنعاء القديمة.
وخلال المؤتمر، استعرض رئيس الهيئة محمد ضيف الله فارس، ونائبه نبيل منصر، واقع المدن الأثرية اليمنية.. موضحين الأضرار التي تعرض لها قرابة 40 منزلا جراء قصف طيران العدوان السعودي بشكل مباشر على حارتي القاسمي والفليحي بصنعاء التاريخية.
ولفتا إلى ان المدن والمعالم التاريخية اليمنية وخاصة المسجلة في قائمة التراث العالمي تعيش وضعا حرجا، فمبانيها واسوارها بحاجة عاجلة وملحة الى الترميم الفني المتخصص في ظل غياب كامل للإمكانات المادية وعدم تفعيل قانون الحفاظ رقم (16) لسنة 2013م واستمرار تهديدها جراء تواصل العدوان وعدم اقتصاره على قتل الأبرياء لتطال آثار اليمن ومعالمه التاريخية والإنسانية.