لفتت الشرق نحوها الأنظار خلال فترة ترؤس الغامدي ومساحة الحرية النسبية التي تحرك خلالها وحرك الكثير من المياه الراكدة. ا لشرق تفردت من بين زميلاتها, جرائد وصحف المملكة, في تغطية ومواكبة المشهد السياسي وتداعياته في اليمن أقيل الصحفي قينان الغامدي رئيس تحرير صحيفة الشرق السعودية من منصبه, بعد ساعات على صدور عدد الثلاثاء من يومية الشرق متضمناً مقالة جريئة ومباشرة كتبها الغامدي فضحت علاقة الإخوان بقطر- (إخوان السعودية, تحديدا)- وتناقلتها بتلهف شبكات التواصل ومدونات الناشطين, وتعتبر واحدة من أشهر وأجرأ المقالات في الإعلام السعودي, لجهة المضمون والسقف المرتفع في النقد ومزاولة الحرية المهنية والتعبير الفكري كما هي لجهة الأثر المترتب عنها, بإقالة الكاتب. وتناقلت مصادر صحفية سعودية، إن وزير الثقافة والإعلام السعودي عبد العزيز خوجة، أكد الإقالة دون أن يفصح عن أسبابها، دونما حاجة لذلك بكل تأكيد, وأُعلن تعيين الكاتب جاسر الجاسر خلفا للغامدي في رئاسة اليومية السعودية. حيث جاء القرار - الجزائي العقابي كما وصفه ناشطون ومدونون سعوديون على الشبكات- بعد ساعات من نشر الغامدي المقال ذائع الصيت وشديد اللهجة, ضمنه رئيس تحرير الشرق المقال هجوما عالي النبرة ضد الإخوان وقطر، معللاً الهجوم, بما اعتبره تهديدا كبيرا على المنطقة من قبل الثنائي الخطر (الإخوان وقطر). الغامدي- قينان, كتبَ: "هدفي أيها السيدات والسادة من كل ما كتبت، وما سأكتب هو، أن أقول للشعب السعودي إن هذا هو الخطر الذي يتربص بكم من حكومة قطر وليس شعبها، ومن الإخوان ، أمَّا الحكومة فهي قطعاً تعرف أخطر مما أعرفه". وأضاف قائلا، اللعب بالنار الذي تمارسه حكومة قطر هدفه النهائي اقتلاع هذه الأسرة، أو على الأقل زعزعة استقرار المملكة وبث الاضطرابات في أرجائها. وعرف الغامدي بكتاباته الجريئة والناقدة للدور القطري والدعم الذي توجهه الدوحة للإخوان المسلمين في دول المنطقة لنشر الفوضى وتخريب العلاقات بين مكونات الخارطة السياسية والوطنية لشعوب تلك البلدان. ولفتت الشرق نحوها الأنظار خلال فترة ترؤس قينان الغامدي للجريدة ومساحة الحرية النسبية التي تحرك خلالها وحرك الكثير من المياه الراكدة. قرار إقالة الغامدي نظر إليه صحفيون ومدونون وناشطون على شبكات التواصل, بوصفه يمثل "ضربة قاسية" لحرية الرأي والتعبير, النسبية, التي كرسها كتاب وإعلاميون سعوديون أخذوا على عاتقهم خلال الفترة الماضية التصدي للخطر الذي يحيق بالمملكة وبالعرش والحكم السعودي من قبل تحالف قطر والإخوان في المنطقة العربية وفي الخليج والجزيرة عامة وإخوان السعودية خاصة. و كتبت الدستور المصرية اليوم الأربعاء: "قالت مصادر مطلعة، إن قطر ضغطت بشأن التخفيف من الهجوم الذي يشنه كتاب سعوديون عليها، وأن الأمر لقي تجاوبا من المملكة، على الرغم من أن دوائر صاعدة في السعودية ترى أن أية هدنة مع الأخوان وقطر لن يتم احترامها، وأن سرعان ما سيعود القطريون إلى تحريك الإخوان الباطنيين في السعودية للنيل من حكم آل سعود." جدير بالذكر أن الشرق تفردت من بين زميلاتها, جرائد وصحف المملكة, في تغطية ومواكبة المشهد السياسي وتداعياته في اليمن, وأفردت صفحاتها لسلسلة من التقارير الجريئة أعدها مراسل الصحيفة في اليمن, قلبت بدورها أوراقا كثيرة في ملق الأزمة والدور القطري المحرك عبر أيادي وأكف وقفازات الإخوان المسلمين في اليمن "حزب الإصلاح", بالإضافة إلى الدورين التركي والإيراني. ويعيد "المنتصف نت" نشر النص الكامل لمقال قينان الغامدي, الذي أطيح به بسببه, من رئاسة الشرق, في "كتابات". أوعلى الرابط: http://www.almontasaf.net/NewsDetailsPage.aspx?NewsID=e7c0fa9c-e6cc-45a8-9896-df2ee496bb33