■ في جلسة جمعتني مساء الخميس.. وبعد أحاديث متقاطعة ومتصادمة حول مواقف أطراف الحوار الوطني من "القضية الجنوبية"، لم يخلُ من استفزاز لشخصي إلى درجة تشريفي واتهامي بالدعوة إلى دولة فيدرالية من خمسة أقاليم، وفي ذلك خيانة للقضية الجنوبية، بحسب كلام أحد الإخوة من المطالبين باستعادة الدولة – الجنوبية، أي (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية). قلت لمحدثي، وفي انفعال حاولت السيطرة عليه: ما هي القضية الجنوبية؟! ثم إذا كان للجنوب قضية، فلماذا لا يكون لحضرموت قضية؟ فجاء رده أكثر انفعالاً بل وعدائية أي حضرموت التي تدعون إليها وتطالبون اليوم بها باسم الإقليم الشرقي هذه الأيام بعد أن أصبحت القضية الجنوبية محط اهتمام العالم والدول الكبرى، هذه خيانة وستحاسبون عليها.. عندها ران الصمت على المجلس ليكسره صاحبنا بقوله: "حضرموت جزء من الجنوب ولن تكون إلا كذلك وأي حقوق يتم بحثها فيما بعد الاستقلال". فقلت له: ولماذا لا نبحث ذلك اليوم؟ ليندفع آخر ليقول: لا ليست جمهورية اليمن الديمقراطية ولا الجنوبية، بل جمهورية الجنوب العربي وبحسب ما حدده مشروع رابطة أبناء اليمن (رأي). وإذا بثالث يقول: خلونا من هؤلاء الخونة هم لا يختلفون مع باوزير.. وهدفهم ضرب قضية الجنوب. استمر السجال وغادرنا تلك الجلسة المقيلية بحصيلة واحدة.. الكل يخون الكل، والهدف واحد: أن مشروع الإقليم الشرقي أصبح حقيقة مُزعجة لدعاة الجنوبية.. والأكثر إزعاجاً، والى حد التوتر والانفعال، أن نقول دولة اتحادية تأخذ حضرموت مكانها ودورها فيها كما يليق بها.. وكان مجرد التذكير بحضرموت راية حمراء تثير كل هؤلاء الثورجيين القدامى والجدد؟! * أسبوعية "المنتصف"