لمصلحة من كان يعمل «الإخوان» علي تدمير علاقة مصر بكل الأشقاء العرب.. بل لماذا خططوا لنسف كل ما هو متين من هذه العلاقات خصوصاً دول الخليج.. وبالذات السعودية والإماراتوالكويت وسلطنة عمان.. وهي دول لها علاقات راسخة مع مصر.. فهل كان هذا المخطط الشيطاني يهدف إلي عزل مصر عن كل هذه الشقيقات الأقرب إلي قلوب كل المصريين.. هل كان ذلك بإيعاز أمريكا التي اثبتت الأيام أن «الإخوان» علي علاقة وثيقة مع واشنطن.. كما كانت علاقتهم وثيقة بالانجليز قبل أمريكا.. أم كان الهدف هو إضعاف مصر والضغط علي شعبها لكي تركع مصر.. ويصرخ الشعب مستنجداً بمن يشير بهم الإخوان.. وأمامنا مسلسل الأزمات من سولار وبنزين وكهرباء وغاز وحتي رغيف الحياة الذي يسميه المصري «العيش».. أعتقد ذلك.. حتي يسهل علي الإخوان حكم مصر وإرغام شعبها علي قبولهم.. وما اسهل حكم شعب لا يجد مستلزماته الأساسية.. أعتقد أن كل ذلك هو «لب مخطط الإخوان» لحكم مصر حتي يبدو أنهم - بالفعل - من يملك مفتاح الخير للشعب.. أقول ذلك وأنا علي يقين أن بدء الإخوان بتشويه علاقة مصر بدولة الإمارات كان اختياراً شيطانيا. لأن للإمارات حكومة وشيوخا وشعبا مكانة خاصة في قلوب المصريين منذ أيام حكيم العرب الشيخ الجليل زايد بن سلطان.. وهو ما واصله من بعده أنجاله.. وبالذات في أبو ظبي تحت راية الشيخ خليفة بن زايد وأخيه الشيخ محمد بن زايد ولي العهد وكل أنجاله الذين أحسنوا قيادة الدولة التي أسسها الوالد العظيم وتركها أمانة في أيديهم.. هم وشيوخ باقي الإمارات الأعزاء.. وعندما لاح في الأفق تحرك شعب مصر.. واشتعل شبابها بالثورة في 30 يونية كانت الإمارات هي السباقة إلي التحرك للمساهمة في انقاذ مصر وشعبها. وكان وفدها هو أول وفد عربي يصل إلي القاهرة يمد يده ويفتح قلبه رغم كل الإساءات التي تسبب فيها الحداد والعريان.. ومن لا يفهم أصول العمل السياسي من الإخوان. وكانت الخطوة التالية هي خطوة الشقيقة الكويت.. ولا يهم هنا حجم المساعدات.. بل ما يهمنا هو تلك الروح الوثابة التي قررت العودة سريعا وفوراً إلي مصر.. وتأتي خطوة الشقيقة الأكبر: السعودية.. التي مازال أنجال أسد الجزيرة عبدالعزيز آل سعود ينفذون وصيته لهم بأن يكونوا علي وفاق مع مصر وشعبها.. مهما كانت الظروف.. وبما قدمته الدول الثلاث: الإماراتوالكويت والسعودية في يوم واحد يكاد يتضاعف الاحتياطي النقدي الأجنبي المصري. وتلك هي الخطوة الأولي والسليمة لتسريع عملية انتعاش الاقتصاد المصري، ويكفي أن نقول هنا إن ما هددت واشنطن من منعه عن مصر وهي مساعدات عسكرية تدور حول 1200 مليون دولار إنما هي مساعدات يمكن الاستغناء عنها تماماً.. إذا صممت واشنطن علي نياتها ومنعت هذه المساعدات.. بل ونقول إن قرض صندوق النقد الدولي لا يتعدي 4٫8 مليار فقط، وها هي كل دولة شقيقة واحدة تقدم أكثر منه.. وهذا هو المعني الحقيقي للأخوة الحقيقية.. ولكن بعد أن تصفو النفوس.. إذا كانت دولة الإمارات هي السباقة - مشكورة.. تليها الكويت الحكيمة.. فإن السعودية بحكم حجمها الأكبر: سياسياً وبتروليا ووزناً.. فهي الدولة التي تتصدر كل مصدري البترول الكبار بل وتملك أن تعوض أي عجز كبير في سوق البترول العالمية وهي الدولة التي ترعي الحرمين الشريفين في مكة والمدينة أحسن رعاية.. وبالتالي فإن مكانها في القلب.. هنا نتساءل عن حجم الغباء الذي أدار به «الإخوان» ملف علاقات مصر بهذه الدول، وفي مقدمتها السعودية والإمارات وها هي الأيام تثبت أن هذه الدول «السعودية والإماراتوالكويت» قادرة وحدها علي الإنقاذ.. حتي لا تنكفئ مصر علي الغرباء حكومات في الغرب.. أو صناديق نقد دولية. ويكفي أن ننظر إلي حجم الاستثمارات السعودية: عامة وخاصة في مصر.. وكذلك استثمارات الإماراتوالكويت.. لكي نكشف إلي أي مدي كان الإخوان يخططون ليس فقط لتدمير هذه الاستثمارات وتطفيشها.. ولكن أيضا لإحداث وقيعة قذرة بيننا وبين هؤلاء الأشقاء الثلاثة: السعودية والإماراتوالكويت.. وهذا وحده يؤكد كم كان رهيبا حجم الضرر الذي يصيب مصر في هذه السياسة الإخوانية الشيطانية. أهلاً بالأشقاء الذين أسرعوا.. لأنهم أقوياء بمصر القوية وما اسهل أن ينكسروا.. إذا انكسرت مصر.. وكان الإخوان يعملون علي كسرهم.. بعد أن يكسروا مصر. - الوفد